responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 40
الكتاب، ويعيش به بين الناس، وقد حكى تلامذة البنا فى كتبهم كثيرا من المواقف التى تدل على أنه كان رحمه الله يحيا حياته الخاصة والعامة بالقرآن، ويعلم الناس ذلك، فقد ذكر الأستاذ عبد البديع صقر رحمه الله [1]: أن مجموعة من الناس زاروا الإمام الشهيد فى بيته، فقابلهم بلطف، ثم تركهم لفترة من الوقت بداخل المنزل ثم خرج لهم، ولكنهم تضايقوا لما فعله من تركه لهم ودخوله داخل المنزل، ثم فوجئوا بأنه يستأذن منهم من أجل موعد قد ارتبط به، عندئذ أبدوا تضايقهم مما فعل الإمام الشهيد! ولكنه بفهمه القرآنى أوضح لهم أن ما فعله انطلاقا من فقهه للقرآن، وأنّ عليهم مراجعة ذلك، فقال بهدوء: هل جئتم بناء على موعد؟! قالوا: لا. قال: إن القرآن قال: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ [النور: 28] وأنا لم أقل لكم: ارجعوا، بل رحّبت بكم واستقبلتكم، ثم بعد ذلك استأذنت منكم لموعد أنا مرتبط به، وكان الحاضرون أهل فقه فسكتوا، وعندئذ أيقنوا أن الرجل يطبق (فقه القرآن الكريم). وهكذا كان ديدن حسن البنا رحمه الله.

البنا والمنهج الأمثل لفهم القرآن:
لقد اطّلع الإمام البنا رحمه الله على عدة تفاسير، كما بدا ذلك بوضوح فى مقدمته التى وضعها للتفسير فى مجلة (الشهاب)، وكان للإمام الشهيد- رغم سعة اطلاعه على كتب التفسير- رأى فى أىّ كتب التفسير أفضل؟ وأى الطرق أقرب لفهم القرآن؟
يرى البنا رحمه الله أن أقرب الطرق لفهم القرآن هو قلبه الذى بين جنبيه، فهو خير معين له على فهم معانى الآيات، والعيش فى ظلالها ومعانيها.
وفى هذا يقول إجابة عن هذا السؤال: ما أفضل التفاسير، وما أقرب الطرق لفهم القرآن؟ فقال:
" قلبك" فقلب المؤمن لا شك هو أفضل التفاسير لكتاب الله تبارك وتعالى. وأقرب طرائق الفهم أن يقرأ القارئ بتدبّر وخشوع، وأن يستلهم الله الرشد والسّداد، ويجمع

[1] ذكر ذلك الأستاذ عبد البديع صقر فى مجلة (المسلمون) فى السنة الثانية على ما أذكر إن لم تخنى الذاكرة، حيث إن العدد لا يوجد لدى الآن، وذلك تحت باب ثابت فى المجلة عنوانه (انتفع بتجارب الدعاة) وقد عنون الفقرة الأستاذ عبد البديع صقر بعنوان: (من فقه الكتاب).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست