responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 181
والإنفاق: إخراج المال من اليد، ومنه: نفق البيع، أى: خرج من يد البائع إلى المشترى، ونفق الزاد فنى وفرغ.
واختلفوا فى المراد بالإنفاق هنا. فقيل: الزكاة المفروضة، روى هذا عن ابن عباس لقرنها بالصلاة.
وقيل: نفقة الرجل على أهله، وروى ذلك عن ابن مسعود، لأن ذلك أفضل النفقة.
روى مسلم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دينار أنفقته فى سبيل الله، ودينار أنفقته فى رقبة، ودينار تصدّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك" [1].
وروى عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته فى سبيل الله عز وجل، ودينار ينفقه على أصحابه فى سبيل الله" قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأى رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم أو ينفعهم الله به ويغنيهم [2].
وقيل: صدقة التطوع، وروى عن الضحّاك؛ نظرا إلى أنّ الزكاة لا تأتى إلا بلفظها المختص بها وهو الزكاة. قال الضحّاك: كانت النفقة قربانا يتقربون به إلى الله عز وجل على قدر جهدهم حتى نزلت فرائض الصدقات الناسخات فى براءة، وقيل: هو عام، وهو الصحيح. ملخصا من القرطبى [3].
وأقول: إنّ الأمر أعمق من التحديد. والمراد به أولا- والله أعلم-: بيان أثر التقوى والإيمان الصحيح فى النفوس الطيعة المستعدة للخير من زهادة فى أعراض هذه الحياة الدنيا، ومحبة لإشاعة الخير فى المجتمع، ومبادرة إلى الإيثار والبذل فى سبيل إسعاد البشر أو تخفيف آلامهم، وذلك غير قاصر على وقت أو قدر، فالذى تتأثر نفسه بهذه المشاعر ينفق مما رزقه الله على نفسه وعياله وعلى الناس تطوعا وفريضة بالليل وبالنهار وفى كل فرصة تتاح له.

[1] رواه أحمد (3/ 243) و (9818) ومسلم (995) والنسائى فى" الكبرى" (9183) والبيهقى فى" الشعب" (8717) عن أبى هريرة رضى الله عنه.
[2] رواه أحمد (6/ 377) ومسلم (9941) وابن ماجة (2760) عن ثوبان بن بجدد.
[3] انظر: تفسير القرطبى (1/ 177 - 179) بتصرف شديد.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست