responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 173
السبيل إلى قلبه إذا بدأته بدعواك، نعم قد توصلك المجاهدة بعد مرور الزمان فى إيراد المقدمات البعيدة والأخذ به فى الطرق المختلفة، إلى تقريبه مما تطلب، ولكن هيهات أن ينصرك الصبر، أو يخضعه القهر حتى يتم لك منه الأمر، فمثل هذا إذا عرض عليه القرآن نبا عنه سمعه، ولم يجمل من نفسه وقعه، فكيف يجد فيه هداية أو منقذا من غواية؟
ولما كان الإيمان بالغيب يطلق عند الناس على ذلك الاستسلام التقليدى الذى لم يأخذ اللفظ من اللسان، وليس له أثر فى الأفعال، لأنه لم يقع تحت نظر العقل، ولم يلحظه وجدان القلب، بل أغلقت عليه خزانة الوهم، ومثل هذا الذى يسمونه إيمانا لا يفيد فى إعداد القلب للاهتداء بالقرآن، لما كان هذا شأنهم منّ الله علينا ببيان يشعر بحقيقة ما أراده الله تعالى من معنى الإيمان [1]. فذكر علامات المؤمنين بالغيب الذين ينتفعون بهداية القرآن بالجمل الآتية [2].

إقامة الصلاة:
(وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) الصلاة: أصلها فى اللغة الدعاء، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:" إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليطعم، وإن كان صائما فليصل" [3] أى فليدع، على الأشهر، ولما ولدت أسماء عبد الله بن الزبير أرسلته إلى النبى صلى الله عليه وسلم، قالت أسماء:
ثم مسحه وصلى عليه أى: دعا له [4]. ومنه قوله تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة: 103] أى ادع لهم، وقال الأعشى:
تقول بنتى وقد قربت مرتحلا ... يا رب جنّب أبى الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذى صليت فاغتمض ... ى نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
أى: مثل الذى دعوت به، ومن هذا المأخذ اشتقت الصلاة شرعا، وقيل: بل هى

[1] إلى هنا انتهى كلام الإمام محمد عبده، والجملة التالية للشيخ محمد رشيد رضا.
[2] انظر: تفسير المنار (1/ 127، 128).
[3] رواه أحمد (2/ 544) ومسلم (1431) والترمذى (780) وأبو داود (2460) عن أبى هريرة.
[4] رواه مسلم (558) والطبرانى فى" الكبير" (24/ 119). بلفظ: وصلى عليه، وقد ذكر الحديث الإمام البنا بمعناه، وذلك نظرا لنقله من الإمام القرطبى.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست