responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 427
وليس الأمرُ في هذا كذلك، فليس الداءُ فيه بالهيِّن، ولا هو بحيثُ إذا رُمْتَ العلاجَ منه وجدتَ الإمكانَ فيه مع كل أحدٍ مُسْعِفاً، والسعيَ مُنْجِحاً، لأنَّ المزايا التي تحتاجُ أن تُعْلمهم مكانَها، وتصوِّر لهم شأنَها، أمورٌ خفية، ومعانٍ روحانيةً، أنتَ لا تستطيعُ أن تُنَبِّه السامِعَ لها، وتحْدِثَ له عِلْماً بها، حتى يكون مُهيَّأً لإدراكها، وتكونَ فيه طبيعةٌ قابلةٌ لها، ويكونَ له ذوقٌ وقريحةٌ يَجِدُ لهما في نفسه إحساساً بأنَّ مِن شأنِ هذه الوجوهِ والفُروق أن تَعرِضَ فيها المزيةُ على الجملة، وممن إذا تصفَّح الكلامَ وتدبَّر الشعرَ فرَّقَ بين موقع شيءٍ منها وشيءٍ، وممَّن إذا أنشدْتَه قولَه [من الكامل]:
لي منْكَ ما للناس كلِّهِمُ ... نَظَرٌ وتَسليمٌ على الطُّرُقِ
وقولَ البحتري [من الكامل]:
وسَأَسْتَقِلُّ لك الدموعَ صبابَةً ... وَلَو أنَّ "دِجْلةَ" لي عليكَ دُموعُ
وقولَه [من الطويل]:
رأتْ مَكِنَاتِ الشَّيبِ فابتسمتْ لها ... وقالتْ نجومٌ لو طَلَعْنَ بأسْعُدِ
وقولَ أبي نواس [من البسيط]:
ركبٌ تَساقَوا على الأكْوارِ بَينَهُمُ ... كأسَ الكرَى فانتشى المَسْقيُّ والساقي
كأنَّ أعناقَهُمْ والنومُ واضِعُها ... على المناكِبِ لم تُعْمَدْ بأعناقِ
وقولَه [من الكامل]:
يا صاحِبيَّ عَصَيْتُ مُصْطَبَحَا ... وغَدَوْتُ لِلَّذَّاتِ مُطَّرِحا
فتزُّودوا منّي محادثةً ... حَذرُ العَصَا لم يُبقِ لي مَرَحا
وقول إسماعيل بْنِ يَسار [من السريع]:
حتى إذا الصبحُ بدا ضوؤُهُ ... وغابتِ الجوزاءُ والمِرْزمُ
خرجتُ والوطءُ خفيٌّ كما ... يَنْسابُ مِنْ مكمَنِهِ الأرْقَمُ
أنِقَ لها، وأخذَتْه الأرْيحيةُ عندها، وعرَفَ لطْفَ مَوقِعِ الحذْفِ والتنْكير في قوله:
نظر وتسليم على الطرق
وما في قول البحتري: "لي عليكَ دموعُ"، مِنْ شبْه السِّحر وأنَّ ذلك من أجْل تقديم "لي" على "عليك" ثم تنكيرِ (الدموع)، وعرَفَ كذلك شرَفَ قوله:
وقالتْ نجومٌ لو طلعْن بأسعد

نام کتاب : دلائل الإعجاز - ت الأيوبي نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست