responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق    جلد : 1  صفحه : 346
بالضغط والخلط، على نحوٍ يحول دون الوصول إلى هويةٍ كليةٍ متسقةٍ وواضحة.
والمظهر الآخر من مظاهر هوية الشباب ما يُسَمَّى "الهوية المهنية"؛ فحصول المرء على عمل يقدره المجتمع, واتقان هذا العمل, يرفع درجة تقدير الذات عنده, ويؤدي إلى تنمية هوية مستقرة لديه, أما حين يوصف الشاب بأنه من نوع "العمالة الزائدة" أو "فائض الخريجين" كما يُصَبُّ ليل نهار في مسمع الشباب هذه الأيام، أو حين يدرك الشاب بعد جهد كبير في الدراسة أن المهنة التي أُعِدَّ لها لم تعد تحظى بالمكانة اللازمة "كما يحدث للمهن الجامعية هذه الأيام بعد شيوع سوق الحرفيين"، أو حين يوصف التخصص الذي ينتسب إليه بأنه من تخصصات "القاع", بينما توصف تخصصات وكليات أخرى بأنها في "القمة"، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الشك في الذات, وغموض الهوية, ونقصان تقدير الذات، وقد ينتهي بتكوين هوية سلبية, ويزداد الأمر سوءًا إذا أجبرت الظروف الشاب على الالتحاق بعملٍ يفتقدُ فيه الدافعية الذاتية والرضا الداخلي عنه.
وقد ينشأ لدى الشاب أحيانًا ما يُسَمَّى صراع الأدوار الذي يؤثر تأثيرًا بالغًا على تكوين الهوية, ولعل المرأة هي الأكثر تعرضًا لهذه المشكلة، وخاصةً المرأة الشابة العاملة التي تحاول التوفيق بين أدوار العمل وأدوار الأمومة وتنشئة الطفل, وهو موقف صراعي لم تُقَدَّمُ له حلولٌ ناجحة حتى الآن.
وإذا نجح الشاب في تحديد هويته بعد سعي دءوب لتجنب الغموض والخلط, فإنه ينتقل انتقالًا "سلميًّا" نحو الرشد, إلّا أن الفشل في هذه المهمة يؤدي إلى الشعور بالاغتراب Alienation, والاغتراب هو رفضٌ عميقٌ لقيم المجتمع, وانعزال عن الآخرين, مع سيادة الشعور بالوحدة وفقدان الجذور، وعدم إدراك لمعنى الحياة وهدفها ووجهتها، والإحساس بالتشيؤ "شعور المراهق بأنه شيء, وليس إنسانًا" والشعور المختلط المضطرب بالذات "فؤاد أبو حطب، 1981". والاغتراب بهذا المعنى اضطراب نفسي قد يكون خطيرًا, وربما يقود صاحبه إلى الانحراف أو الإدمان أو الانتحار, ولعل هذا كله يشعرنا بالحاجة إلى توافر الخدمات النفسية للشباب وإتاحتها لهم في أماكن الدراسة ومواقع العمل.

نام کتاب : نمو الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين نویسنده : آمال صادق    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست