responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 94
من قبل ... ثم تصور أنه من خلال هذه العملية التي سماها عملية "التطور" سارت الحياة في سلسلة طويلة من الرقي التدريجي بدأت بالكائن الوحيد الخلية وانتهت بالإنسان على النحو التالي "باختصار كثير من التفصيلات".
كائن وحيد الخلية "كالأميبا", فطريات متعددة الخلايا, نبات, نبات يشبه الحيوان "كالهيدرا", حيوان يشبه النبات "كالمرجان", حيوانات لا فقارية, حيوانات فقارية دنيا "كالأسماك والطيور", حيوانات فقارية أرقى "كالثدييات الدنيا", الثدييات العليا, القردة الدنيا, القردة العليا "الغوريلا والأورانج أوتانج "إنسان الغاب" والشمبانزي والجبيبون", الحلقة المفقودة "القرد الشبيه بالإنسان أو الإنسان الشبيه بالقردة العليا", الإنسان.
وقال دارون -فيما قال وهو يشرح نظريته: إن الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق Nature creates everything and there is no limit to its creativity.
وقال كذلك: "إن الطبيعة تخبط خبط عشواء".
nature works haphazardly.
وبصرف النظر عن صحة المعلومات الواردة في نظريته وصحة تفسيراته لها أو عدم صحتها[1]، فقد أنشأت رجة كبيرة في المجتمع الغربي، اهتزت لها الكنيسة من جهة[2] والدوائر العلمية من جهة أخرى والجماهير من جهة ثالثة.
فأما الكنيسة فقد كفرت دارون ابتداء, وقالت عنه إنه زنديق مهرطق مارق من الدين؛ لأنه ينفي الخلق المباشر من الله للإنسان على صورته "تفسير الكنيسة كلمة "على صورته" الواردة في التوراة على أن الله قد خلق الإنسان على صورة نفسه -تعالى- أي: على صورة الله" بل ينفي يد الله من عملية والخلق كله كما ينفي الغاية

[1] لا ندخل في نقاش مع نظرية دارون فهذا مجاله الكتب العلمية المتخصصة في علم الحياة وتفسير الظواهر المتصلة بالكائنات الحية، ولكنا نذكر فقط أن هناك علماء آخرين لهم قدم راسخة في مجال البحث العلمي يعارضون دارون معارضة تامة في تفسيره لظاهرة نشوء الحياة وتطورها.
كما أن علم "الجينات" "المورثات" يميل إلى اعتبار الصفات الخاصة بكل جنس ثابتة وغير قابلة للنقص أو الزيادة مما يعارض فكرة نشوء الأجناس الجديدة من الأنواع المتطورة بتغير صفاتها الوراثية تغيرا جذريا ينقلها إلى جنس جديد "كنشأة الفقاريات من اللافقاريات أو نشأة القرود من الثدييات العليا أو نشأة الإنسان من القردة العليا" كما أن "الدروينية الحديثة New Darwinism ذاتها تقرر تفرد الإنسان عن بقية الحيوانات تفردا جوهريا.
[2] إذا كانت الثورة الفرنسية قد قضت على نفوذ رجال الدين في فرنسا فليس معنى هذا أن الكنيسة قد فقدت وجودها تماما في ذلك الحين وخاصة خارج فرنسا.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست