responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 482
وكيف يتأتى لهذه الجاهلية أن تفصل -في النفس الواحدة- بين نزعتين فطريتين: نزعة العبادة ونزعة العلم، فتقول للناس: إذا أردتم الله فاتركوا العلم وإذا أردتم العلم فاتركوا الله. وتسمي هذا "علما" و"روحا علمية"؟ وما الفرق بين هذه الحماقة وحماقة الكنيسة التي من أجلها حاربها العلماء؟!
ألم تقل الكنيسة نفس القولة ولكن من الجانب الآخر؟! قالت: إذا أردتم الله فاتركوا هذا العلم، وإذا أردتم هذا العلم فأنتم خارجون على الله!
وحين نستبدل حماقة بحماقة هل نكون راشدين؟ وهل يحق لنا أن نستعلي بحماقتنا على حماقة الآخرين؟!
على أن الحماقة البديلة لا تقف عند حد تمزيق البشرية بين نزعتيها الفطريتين، مما يشكل سببا من الأسباب الكثيرة للاضطراب والقلق النفسي والعصبي الذي تعانيه الجاهلية المعاصرة، إنما يستخدم العلم عن قصد في إفساد العقيدة وإفساد الأخلاق ...
فبين الحين والحين تخرج "أبحاث علمية" كاذبة -ويعلم أصحابها أنهم كاذبون- تزعم أن الإنسان قد "خلق" الخلية الحية في المعمل! وتسفر الحقيقة بعد الاستفسار والتقصي أنهم أعادوا تركيب خلية حية في المعمل من أجزاء حية أخذت من مجموعة من الخلايا الحية!!
ولكن هذا الدجل "العلمي" يراد به أن يقال للناس ها هو ذا الإنسان قد خلق فلم تعد هناك ضرورة للخالق! أي: يستخدم العلم الزائف لنشر الإلحاد في الأرض، وتتقبله المجلات "العلمية" الرصينة التي ترفض أي بحث علمي يذكر فيه اسم الله!
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [1].
وسيظل التحدي الرباني قائما في وجه الملحدين:
{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [2].
وكما يستخدم العلم الزائف لنشر الإلحاد تستخدم ثمار العلم لإفساد الأخلاق، وأوضح الأمثلة على ذلك حبوب منع الحمل التي يقول الأطباء "الأمناء" -وقليل ما هم- أنها ليست مأمونة تماما، وإنها قد تسبب

[1] سورة الزمر: 45.
[2] سورة الطور: 35.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست