responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 42
بالدوق والكونت وغيرها من الألقاب الإقطاعية.. وهكذا أصبحت الكنيسة جزءًا من النظام الإقطاعي".
"وكانت أملاكها الزمنية، أي: المادية، وحقوقها والتزاماتها الإقطاعية مما يجلل بالعار كل مسيحي متمسك بدينه، وسخرية تلوكها ألسنة الخارجين على الدين، ومصدرًا للجدل والعنف بين الأباطرة والبابوات"[1].
وكانت مصادر تلك الأملاك متعددة، فمنها الأوقاف، ومنها العشور، ومنها الهبات ومنها الضرائب، ومنها السخرة.
فأما الأوقاف فقد كانت الكنيسة تستولي على أراض زراعية واسعة وتوقفها على نفسها لتنفق منها على الأديرة والكنائس وتجهيز الجيوش للحروب الصليبية أو الحروب التأديبية التي تقوم بها ضد الملوك والأباطرة الخارجين على سلطانها. وفي ذلك يقول ويكلف وهو من أوائل الذين ثاروا على الفساد الكنسي وطالبوا بالإصلاح الشامل: "إن الكنيسة تملك ثلث أراضي إنجلترا وتأخذ الضرائب الباهظة من الباقي"[2].
كما فرضت الكنيسة على أتباعها أن يدفعوا إليها عشر أموالهم ضريبة سنوية لا يملكون التملص منها تحت وطأة لتهديد بالحرمان وغضب الرب!
يقول ويلز:
"كانت الكنيسة تجبي الضرائب. ولم يكن لها ممتلكات فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها، وهي لم تدع إلى هذا الأمر بوصفه عملًا من أعمال الإحسان والبر، بل طالبت به كحق3!
وفرض الباب يوحنا الثاني والعشرون بالإضافة إلى ذلك ضريبة جديدة سميت "ضريبة السنة الأولى" وهي دخل السنة الأولى لأية وظيفة من الوظائف الدينية أو الإقطاعية يدفع إلى الكنيسة بطريق الإجبار!
أما الهبات فهي هبات في ظاهر الأمر فقط! ولكنها تؤخذ بالإحراج والتوريط، والترغيب والترهيب! وخاصة الهبات التي تمنح للكنيسة في الوصايا التي

[1] قصة الحضارة ج14 ص425.
[2] فشر: تاريخ أوروبا ج2، ص362.
3 معالم تاريخ الإنسانية ج3 ص895.
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست