responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 415
وليس معنى الملكية الجماعية أن أي مجموعة من الناس يملكون أو يمكن أن يملكوا ما تحت أيديهم من وسائل الإنتاج وأدواته ملكية مشتركة، كأن يملك العمال المصنع الذي يعملون فيه، أو يملك الفلاحون المزرعة التي يفلحونها "كما يتبادر أحيانا إلى أذهان السذج الذين يستمعون إلى الدعاية الشيوعية فيتصورونها على غير حقيقتها" إنما معناها أن "الدولة" هي المالك الوحيد للإنتاج كله، بوسائله وأدواته وناتجه، فهي التي تملك المصانع وإنتاجها كما تملك المزارع ومحاصيلها، وتقول النظرية إن الدولة تقوم بذلك نيابة عن الشعب، أو عن طبقة "البروليتاريا Proletariat" "ومعناها الطبقة الكادحة" التي يفترض فيها حسب النظرية أنها هي المالك الحقيقي! ذلك أن النظرية الشيوعية تقول إن المنتج الحقيقي لأي سلعة هو العامل الذي يبذل الجهد لإنتاجها، ولكنه في ظل الإقطاع والرأسمالية لا يملك الناتج الذي أنتجه بجهده، إنما هو يبيع جهده للإقطاعي أو الرأسمالي الذي يشتري هذا الجهد بأبخس الأثمان ويستمتع وحده بفائض القيمة "وهو الفرق بين ثمن المادة الخامة مضافا إليه أجر العامل وبين سعر السلعة في السوق" وعلى هذا يعتبر الإقطاعي والرأسمالي مستغل لجهد العامل وظالما له، ويعتبر العامل في وضع غير إنساني؛ لأنه مستغل لحساب إنسان آخر. وهذا في شرعة الشيوعية غير جائز؛ لأن الجريمة الكبرى في حق الإنسان هي أن يكون مستغلا من قبل إنسان آخر. أما في الشيوعية فليس هناك استغلال من إنسان لإنسان؛ لأن الكل مالكون. وإن كانت الدولة من الوجهة العملية هي التي تدير هذه الملكية، وهي التي توزع الناتج على "المالكين الحقيقيين"!
وسنتحدث عن طريقة التوزيع فيما بعد. إنما نكتفي هنا بالقول بأن الدولة هي المتصرف الحقيقي في جميع الأمور.
ويقول الشيوعيون كما أسلفنا إن الملكية الفردية ليست نزعة فطرية "بل إنه لا توجد نزعات فطرية على الإطلاق" وإن الملكية الجماعية هي الأصل في حياة الإنسان بدليل الشيوعية الأولى. إنما اكتسب الإنسان تلك النزعة الشريرة فيما بعد اكتشاف الزراعة، وإنه ينبغي تطهير الناس من هذا الشر الذي اكتسبوه، وإعادتهم إلى الحالة التي كانوا عليها أول مرة بجعل الملكية ملكية جماعية.

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست