responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 390
بعد أربعة عشر قرنا من مولد هذه الدعوة ما يزال مبدأ كفالة الدولة لجميع أفراد شعبها غير تام التطبيق في الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية، والدولة الشيوعية التي تطبقه تطبقه على حساب كرامة الإنسان، وتستذل الناس بلقمة العيش لكي يخضعوا للسلطان، بينما قرر الإسلام هذا المبدأ منذ أربعة عشر قرنا مع المحافظة التامة على إنسانية الإنسان وكرامته.
ويطول بنا المقام إذا مضينا نعدد المواضع التي سبق بها الإسلام كل حتميات التاريخ المزعومة، أو التي تفرد بها في التاريخ!
فيكيف يفسر لنا التفسير الجاهلي للتاريخ ظهور الإسلام وانتشار الإسلام والمبادئ والقيم التي أقرها الإسلام؟!
هل الوضع المادي والاقتصادي هو الذي غيّر الناس في الجزيرة العربية والأرض التي فتحها الإسلام، أم إنها العقيدة وإيمان الناس بالله، وبالحق والعدل الأزليين؟! وهي أشياء ليست في المادة، ولا هي من صنع المادة، إنما هي في عقول الناس وقلوبهم ومشاعرهم!
وكيف تغير "أسلوب التبادل" فلم يعد رقا ولم يعد إقطاعا إنما صار تكافلا وأخوة في المجتمع؟ ألأسباب مادية أم لعقيدة ملأت النفوس فبعثت الناس يغيرون أسلوب التبادل ليخضعوه لشريعة الله التي تمنع الظلم وتحكم بالعدل؟!
هل كان وجود الناس هو الذي حدد شعورهم أم إن شعورهم هو الذي حدد أسلوب وجودهم؟!
ماذا يا دعاة التفسير الجاهلي للتاريخ؟!
لقد كان الإسلام وسيظل أمرا ربانيا لا ينطبق عليه أي تفسير يفسر التاريخ البشري بالقيم الجاهلية الأرضية، مادية كانت أو اقتصادية، ولكنا نأخذ من الإسلام عبرا لدعاة التفسير المادي ودعاة كل تفسير غير التفسير "الإنساني" للإنسان.
الإسلام أمر رباني ... نعم.
ولكن الذين قاموا بالإسلام بشر ...
ولقد زعم التفسير الجاهلي للتاريخ أن البشر لا يتحركون ولا يتغيرون ولا يغيرون إلا بسبب تغيرات مادية أو اقتصادية، وأنهم لا يمكن أن يتحركوا بشيء معنوي: فكرة أو عقيدة أو قيم أو مبادئ؛، لأن هذه كلها تأتي لاحقة

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست