responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 385
التفسير الجاهلي للتاريخ:
كنا إلى هذه اللحظة نناقش التفسير المادي للتاريخ، فنجد في كل مرة ثغرة تؤدي إلى ضلالة من ضلالات هذا التفسير, وقد آن لنا أن ندعوه باسمه اللائق به, فنسميه "التفسير الجاهلي للتاريخ"!
والسبب في هذه التسمية أنه لا يتعامل إلا مع جاهليات التاريخ, مسقطا إسقاطا تاما فترات الهدى في التاريخ البشري, وأهمها بطبيعة الحال فترة الإسلام.
ولكن هناك سببا أهم من ذلك في الحقيقة, هو أنه يفسر التاريخ من زاوية جاهلية بحتة، أي: على أساس القيم الجاهلية وهي القيم المادية الخالصة, فهذا شأن معظم الجاهليات التاريخية، أنها تبرز القيم المادية والاقتصادية وتهمل ما عداها من القيم الإنسانية العليا، لا لأنها غير موجودة في الحقيقة ولكن لأنها هي تفتقدها بسبب كونها جاهلية.
ولأن هذه القيم المادية الجاهلية ليست هي كل ما في الحياة البشرية، فإن التفسير الجاهلي للتاريخ يعجز عجزا تاما عن تفسير أي فترة من حياة البشرية تقوم على قيم أخرى غير القيم الجاهلية.
وأشد ما يعجز التفسر الجاهلي عن تفسيره هو الإسلام!
ولقد شغل الإسلام رقعة فسيحة من الأرض، ورقعة فسيحة من التاريخ.
وأي تفسير يتجاهله فهو تفسير غير علمي، وأي تفسير يعجز عن تفسيره فهو غير صالح لتفسير التاريخ البشري.
ونحن نتحدى التفسير الجاهلي للتاريخ أن يفسر لنا هذه الظاهرة التي شغلت هذه الرقعة الفسيحة من الأرض، وهذه الرقعة الفسيحة من التاريخ، وكانت واقعا مشهودا استمر وجوده عاملا في الأرض أكثر من عشرة قرون، وما زال قائما حتى اليوم، وما زال قادرا على أن ينبعث من جديد بعد أن اعترضته فترة الخمود.
لمذا ظهر الإسلام في تلك الفترة من التاريخ البشري, وكيف ظهر على هذه

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست