responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 190
التوفيق بين الطبقتين المتصارعتين في المجتمع الرأسمالي وهما: طبقة العمال "أي: الشعب" وطبقة الرأسماليين، قامت بجهد متواصل حتى قررت حق العمل من حيث المبدأ وجعلت الدولة ترضى بتحمل مسئوليتها في هذا الشأن.
وحين نقول "الديمقراطية" فنحن نقصد في الواقع كفاح الطبقة المظلومة المضغوطة للحصول على حقوقها, ولا نقصد أن الديمقراطية من ذات نفسها تمنح الحقوق للراغبين. وإلا فإن النظام البرلماني في ذاته -وهو أداة الحكم في الديمقراطيات- لم يتسع لحقوق الفقراء إلا تحت القهر والضغط, فإذا كانت هذه الحقوق قد أصبحت اليوم سمة من سمات الديمقراطية؛ فليس لأن الديقراطية ولدت على هذه الصورة، أو أنها يمكن أن توجد تلقائيا في أي بلد على هذه الصورة, ولكن لأن صراعا حادا نشب، هو الذي أعطى الأوضاع صورتها الراهنة، ولو لم يقع ذلك الصراع لبقيت الديمقراطية كما كانت حكما صرفا للأغنياء دون الفقراء!.

حق التعليم:
لم يصبح التعليم حقا "للشعب" في أوروبا إلا بعد كفاح مرير.
ففي ظل الإقطاع لم يكن للتعليم كله شأن يذكر. ولكن السادة على أي حال كانوا يتعلمون في القصور ما يليق بهم من العلم في ذلك الحين. يتعلمون اللاتينية والإغريقية والشعر والأدب ونصوصا من الكتاب المقدس وشيئا من الحساب وما شابه ذلك. أما أبناء الشعب فإن تعلموا شيئا من الكتاب المقدس على يد راعي الأبرشية فذلك حسبهم وزيادة, فما الذي يصنعون بالعلم وهم في داخل سياج القرية أو الإقطاعية, قد لا يفارقها الواحد منهم طيلة حياته. إنما يتلقى الصبي منهم "ثقافته" من أحاديث الكبار التي يرددون فيها خبراتهم التافهة عن الأرض والمحاصيل والضرائب والواجبات المفروضة عليهم، وزواج فلان من أهل القرية أو موت فلان, وأقاصيص الثراء في قصر "النبيل" صاحب الإقطاعية وما يقيم في قصره من مآدب وولائم، وما يقع منه ومن وكيله من مظالم على العباد.
لذلك كانت الأمية هي الغالبة على "الشعب" وكان المتعلمون قلة نادرة في كل أبواب التعليم، معظمهم بطبيعة الحال من أهل المدن، حيث توجد المدارس، وحيث أهل المدينة يحتملون نفقات التعليم.
ثم جاءت الثورة الفرنسية ثم الثورة الصناعية فرجتا المجتمع رجا, وبدلتا

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست