responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 100
الثبات في أي شيء: الدين أو الأخلاق أو التقاليد.. إلخ, هو في ذاته فكرة خاطئة! فكرة غير علمية! فكرة مخالفة لطبيعة الأشياء. ثم ظلوا يرددون هذه الأقاويل وينشرونها ويؤكدون عليها، حتى صارت هي الصبغة المسيطرة على الفكر "الأممي" لا يقبلون فيها جدلا ولا مناقشة.. ومن ناقش فهو "الرجعي" "المتزمت" "الجامد" "المتأخر" الذي يريد أن يرجع عقارب الساعة إلى الوراء.. وعقارب الساعة لا ترجع أبدا إلى الوراء!! وستسحقه عجلة "التطور" التي لا تبقي ولا تذر!!
من بين الأسماء "اللامعة! " التى شكلت الفكر الأوروبي الحديث ثلاثة أسماء على الأقل من "كبار" اليهود: ماركس وفرويد ودركايم، Marx, Frued, Durkheim كل منهم قام بدوره في زلزلة الفكر الأممي وإعادة تشكيله على النحو المطلوب.. وكل منهم قام بدوره في تحطيم الأعداء الألداء للمخطط اليهودي: الدين والأخلاق والتقاليد.. وكل منهم بنى أفكاره "العلمية! " على أساس النظرية الداروينية من هنا أو من هناك..
فأما ماركس فقد أنشأ نظرية اقتصادية أو قل فلسفة مادية كاملة، بناها على فكرة التطور من جهة وفكرة حيوانية الإنسان وماديته من جهة أخرى. وأما فرويد فقد أنشأ نظرية نفسية لتفسير تركيب النفس الإنسانية ونشاطاتها، بناها على فكرة حيوانية الإنسان. وأما دركايم فقد أنشأ نظرية اجتماعية لتفسير الظواهر الاجتماعية بناها على حيوانية الإنسان وغلبة نزعة القطيع الحيوانية عليه من جهة، وعلى انعدام الثبات في القيم الاجتماعية من جهة أخرى.
كلهم -كما ترى- "خدم" الفكر الدارويني وأوصله إلى أبعاد لم تخطر على بال دارون على الإطلاق.
ونعرض هنا عرضا سريعا لأفكار كل من ماركس وفرويد ودركايم دون مناقشة تذكر، لنبين فقط طبيعة الذراع التى حملت اسم العلم والنظريات العلمية من تلك الكماشة الرهيبة التى أحاطت بالأمميين في أوروبا -وبالعالم كله من بعد عن طريق السيطرة الأوروبية- فذللت الأممين لركوب شعب الله المختار!
فأما ماركس فسنعود بإذن الله إلى مناقشة تفصيلية لأفكاره ونحن نتحدث عن الشيوعية والمادية الجدلية والتفسير المادي للتاريخ. وأما فرويد ودركايم فيكفينا أن نعرض أفكارهما بغير تفصيل بالقدر الذى يبين أثرها في تشكيل الفكر الأوروبي تجاه الدين والأخلاق والتقاليد. وقد ناقشت فرويد -من قبل- في أكثر من كتاب وبخاصة في كتاب "الإنسان بين المادية والإسلام" وناقشت دركايم في كتاب "التطور والثبات في حياة البشرية".

نام کتاب : مذاهب فكرية معاصرة نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست