responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 44
العلم ممن نشأ في القرى والأمصار غير المتمدنة فلا يجد فيها التعليم الذي هو صناعي لفقدان الصنائع في أهل البدو -كما قدمنا- ولا بد له من الرحلة في طلبه إلى الأمصار المستبحرة شأن الصنائع كلها"[1].
4- من الممكن أن توصف العلاقة بين الحضارة والثقافة بأنها علاقة تلازم، ولا حرج -بسبب هذه العلاقة- من تناوب الكلمتين بحيث يقال: إن حضارة أي مجتمع أو ثقافته؛ إنما تتمثل في القيم والمعاني والنظم التي تنطوي عليها حياته. ولنا -من ناحية أخرى- أن نقول: إن السمة التي تميز أي أمة إنما هي حضارتها أو ثقافتها.

[1] مقدمة ابن خلدون: ج3 ص1124 تحقيق: الدكتور علي عبد الواحد وافي.
دلالة الثقافة والحضارة على مفاهيم واحدة:
ومن هنا نرى أن التفرقة بين الحضارة والثقافة ليست أمرًا لا بد منه؛ وذلك لأن المظاهر الحضارية المادية والمعنوية تتضافر جميعًا في إنشاء النظم الاجتماعية التي تعد "الثقافة" قلبها النابض ولبناتها الأساسية، أضف إلى ذلك أن أحدًا لا يستطيع أن يتجاهل ذلك التجاوب الملحوظ والتفاعل الدائم بين الأمور المعنوية والمادية في المجتمع.
وإن مما يؤكد أيضًا علاقة التلازم بين الثقافة والحضارة، وتجاوب ما تدلان عليه من الناحيتين المادية والمعنوية -من غير إلحاح على الفواصل بينهما- أن الحضارة إذا كانت هي التطبيق المادي للتراث الثقافي؛ فهي -من ناحية أخرى- وليدة هذا التراث في البيئة التي تقوم فيها؛ ثم إنها كذلك المرآة التي تعكس لنا مقومات ثقافة المجتمع وخصائصها العامة.
من هذا كله ينبغي أن لا نوسع الهوة التي تفصل بين اللفظين، ولا ضير إذا أطلقنا كملتي: ثقافة أو حضارة على مفاهيم واحدة، بحيث نتحرر من الخط
نام کتاب : لمحات في الثقافة الإسلامية نویسنده : عمر عودة الخطيب    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست