responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله نویسنده : المطعني، عبد العظيم    جلد : 1  صفحه : 81
* النفاق الذي واجهته الدعوة:
لم يظهر النفاق في العقيدة والسلوك، إلا في المجتمع المدني بعد الهجرة فقد ظهرت قوة المسلمين في المدينة، والنفاق ينمو كثيراً في ظل القوة، فلجأ فريق من الكفار والمشركين لإخفاء كفرهم وشركهم، وتظاهروا بأنهم مسلمون رهبة ورغبة: رهبة من قوة المسلمين، ورغبة في دفع الشر عن أنفسهم، وجلب النفع لها، وبذلك استطاع المنافقون أن يندسوا في تجمعات المسلمين، ويغشوا مجالسهم ويؤدون معهم شعائر الدين من صلاة وحج، ويحضرون مجالس مشورتهم ويطلعون على أسرارهم ولا يتراخون لحظة في تدبير المؤامرات ضد الإسلام والكيد له بما استطاعوا من الحيل بعد أن اتخذوا من النفاق غطاء لكفرهم وسء مقاصدهم، ولا ريب أن نفاق العقيدة كفر بل هو أشنع من الكفر الظاهر، لأنه جمع الكذب والخداع إلى أصل الكفر.
ونفاق العقيدة الذي واجهته الدعوة لم ينسلخ عن نفاق السلوك، فالمنافقون كانوا يحرصون على أن يبدوا أمام الناس في سمت الصالحين من عباد الله؛ يذكرون الله بألسنتهم وقلوبهم أحلك من سواد الليل. وهم - في الواقع - أشد خطراً على الإسلام وعلى المسلمين من الذين أعلنوا كفرهم أمام الله والناس واعتزلوا المسلمين.
* * *
* كيف واجه الإسلام ظاهرة النفاق والمنافقين؟
لم يُصِدر حكماً بإعمال السلاح في رقاب المنافقين، للقضاء على دابرهم، ولم يحل بينهم وبين حقوقهم في الحياة، ولم يصادر حرياتهم لا في قول ولا في فعل، ولكنه وقف منهم موقفاً سلمياً فاقتصر دوره عالى فضح مؤامراتهم، وكشف أسرارهم، وتحذير المسلمين من الإنخداع بهم، وتهديدهم بسوء المصير، ونهى الله صاحب الدعوة عن الركون إليهم والصلاة عليهم إذا ماتوا، ثم الاستغفار لهم أحياءً وأمواتاً.
كما أمره بجهادهم والإغلاط عليهم في الجهاد، والجهاد - هنا - لا يعني القتل والقتال وإسالة الدماء في كل حال. وإنما هو جهاد بالكلمة والدليل والبرهان، وهذا هو منهج

نام کتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله نویسنده : المطعني، عبد العظيم    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست