responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله نویسنده : المطعني، عبد العظيم    جلد : 1  صفحه : 46
الذي أنشأها أول مرة
النموذج الثاني - من سورة يس:
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .
صاحب هذه الواقعة هو أي بن خلف، انصرف من مجلس كان يضم بعضاً من منكري البعث، وقال: لأذهبن إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - ولأخاصمنه - يعني يغلبه ويُعجزه عن إقامة الدليل على صحة عقيدة البعث - وحمل معه قطعة من عظام ميت قد بليت. ثم وقف بين يدي النبي وأذخ يسحق العظام بيديه ويذريها في الهواء ويقول: من يحيى هذه بعد موتها يا محمد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "الله يبعثها ويبعثك ويدخلك النار". ثم نزل الوحي بالآيات المذكور قبلاً يرد جهل أبى وكفره، وقد ذكر القرآن مقولة منكر البعث فقال: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} .
لكننا نلحظ أن القرآن الحكيم ذكر جملة: {وَنَسِيَ خَلْقَهُ} بين: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا} ، بين: {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} . ولهذه الجملة دور عظيم في الإفحام لنكري البعث، لأن ضارب المثل استبعد إحياء العظام بعد أن رمَّتْ وتهرأت. ناسياً أن الله خلقه وخلق جميع الخلق من العدم. فإعادة الحياة إلى أي مخلوق بعد الموت أيسر في ميزان العقل من خلقه ابتداء على غير مثال سابق، ومعنى هذا أن منكري البعث لو كانوا استحضروا هذه الحقيقة في أذهانهم لما وجدوا مساغاً لاستبعاد إعادة الحياة إلى أي ميت كان، لكنَّ نسيانهم هذه الحقيقة حملهم على هذا التطاول

نام کتاب : سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله نویسنده : المطعني، عبد العظيم    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست