responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المخدرات أخطر معوقات التنمية نویسنده : إبراهيم إمام    جلد : 1  صفحه : 70
كلمة ختامية:
إن الوقاية خير من العلاج، ومن واجب العلماء أن يدركوا خطورة المخدرات على عقول الناس ونفوسهم، وأن يؤكدوا لهم دائماً أضرارها فشأنها في ذلك شأن الخمر، فالخمر كل ما خامر العقل وغطاه وغشاه، فهي كلها مسكرة، فما جاء في الوعيد على الخمر ينسحب على المخدرات أيضا لاشتراكها جميعا في إزالة العقل.
وقد رأينا أن الإنسان لا يستحق هذا الوصف إلا بالعقل والإدراك وبدونهما تستحيل التنمية ويتعذر التقدم. فالإنسان يعرف بعقله الخير من الشر، والنافع من الضار، والهدى من الضلال، وبه رفع الله شأن الإنسان وكرمه وفضله على كثير من خلقه، وخاطبه واستخلفه في الأرض ليعمرها وينميها، ولا تنمية بلا عقل، وكل ما يخمر العقل ويغطيه حرام شرعاً، فكل مسكر خمر، وكل خمر حرام. وقد اتفق علماء منظمة الصحة العالمية على إدراج الخمور والأفيون والعقاقير المؤثرة على النفس والعقل في قائمة واحدة، واعتبروها شروراً على الأفراد والمجتمعات، وهي نفس النظرة التي ينظر إليها علماء المسلمين إلى تلك المواد، والله ولي التوفيق.

بكل هؤلاء أن ينفذوا خطط التنمية العاجلة، لتلحق مجتمعاتهم النامية بركب الحضارة المتقدمة، ولكن المخدرات معوق هائل في طريق التنمية لأنها تتطلب تضخم عدد أفراد الشرطة وموظفي السجون والمحاكم، وكان من الممكن أن يتوجه هؤلاء لأعمال إنتاجية أو صحية أو توجيهية إيجابية.
ومعنى ذلك أن تعاطي المخدرات لا يشل قدرة الأفراد المدنين فحسب، وإنما يصيب بالشلل قطاعات كبيرة من المجتمع، كما يؤدي إلى إنفاق الأموال الكثيرة على العلاج والمكافحة، وكان من الممكن تغطية تكاليف التنمية، تلك الأموال من أجل الرقى والنهوض والتصنيع وإقامة المدارس وبناء المستشفيات وغيرها من الخدمات، وشق الترع والمصارف.
وإذا كانت هذه المخدرات تزرع في المجتمع الذي تستهلك فيه، فإن معنى ذلك إضافة جزء من الثروة القومية في الأرض التي كان من الممكن استغلالها في زراعة ما هو أنفع للمجتمع من المخدرات، ولكن المهربين وتجار المخدرات يقفون للتنمية بالمرصاد، ولا يريدون تحقيقها لأنها تضيع عليهم فرص الاتجار والزراعة المحرمة.

نام کتاب : المخدرات أخطر معوقات التنمية نویسنده : إبراهيم إمام    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست