responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 218
بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - في مرضه الذي توفي فيه [1] وندب الناس إلى غزو الروم، وكان تجهيز جيش أسامة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيومين، وكان ذلك يوم السبت، وقد كان ابتداء ذلك قبل مرض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اشتد به مرضه، فأمر بإنفاذ جيش أسامة، وتوفي صلى الله عليه وسلم فَعَظُم الخطب، واشتد الحال، وظهر النفاق بالمدينة، وارتدت أحياء من العرب حول المدينة، وامتنع آخرون من دفع الزكاة، ولم يبق للجمعة مقام في بلد سوى مكة والمدينة، وكانت جواثا من البحرين أول قرية أقامت الجمعة بعد رجوع الناس إلى الحق؛ وثبتت ثقيف بالطائف على الإِسلام لم يرتدوا.
وعندما وقعت هذه الأمور أشار كثير من الناس على أبي بكر الصديق ألَّا ينفذ جيش أسامة لاحتياجه إليه فيما هو أهم؛ لأن ما جُهِّز بسببه في حال السلامة.
وكان من جملة من أشار بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فامتنع الصديق من ذلك، وأَبى أشد الإِباء إلا أن ينفذ جيش أسامة، وقال كلمته العظيمة الحكيمة: والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن الطير تخطفنا والسّباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين، لأُجَهِّزَنّ جيش أسامة، وأمر الحرس أن يكونوا حول المدينة.
(ب) ثم إن بعض الناس أشار على أبي بكر أن يولي أمر الجيش رجلًا أقدم سنًّا من أسامة؛ فغضب - رضي الله عنه - لذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هوَ الذي أَمَّرَ أسامة على هذا الجيش، فلا يريد - رضي الله عنه - أن يغير شيئًا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[1] انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -8/ 151 - 152.
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست