responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 427
وأرشد إليها إلا وجد معونة الله المعنوية والمادية مصاحبة له، مهما كر أو فر في مساجلات القتال.
ومن المستعبد جدًّا أن يصاب في وقت من أوقاته بالضعف أو التخاذل والوهن، وذلك لأنه يعلم بأن وعد الله بالنصر للصادقين معه، والمخلصين له، لا بد محقق، فهو شديد الثقة بذلك؛ لأنه فيما يقوم به إنما يقاتل عدو الله وعدو دينه، وعدو رسالة الخير التي أمر بها عباده، وعدو بناة صرح الحضارة المجيدة، وهو يعتقد أنه يقاتل بإذن الله وأمره، مؤيدًا بعون الله وقهره، موعودًا بأجر الله ونصره.
ومن أجل كل ذلك ترتفع قوة المقاتلين في سبيل الله بنسبة ما في قلوبهم من إيمان وصبره، وصدق مع الله، حتى يكون الواحد منهم كفئًا للعشرة من العدو في الحد الأعلى، ولاثنين من العدو في الحد الأدنى.
ويدل على ذلك قول الله تعالى في سورة "الأنفال: 8 مصحف/ 88 نول نزول":
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ، الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} .
وكذلك تكون قوة المؤمنين الصابرين، بخلاف الذين يخرجون بطرًا ورئاء الناس، ويقاتلون حمية وعصبية أو للشجاعة، أو بغية الوصول إلى مال، أو مجد دنيوي، أو سلطان في الأرض، أو يقاتلون في سبيل فرد أو جماعة من الناس، أو غير ذلك من أمور لا تعادل غايتها بذل الروح في سبيلها، فإنهم إن يخرجوا إلى القتال فما أسرع ما يدب الذعر إلى قلوبهم، ويصيبهم الخوف والهلع، ثم إنهم في أغلب الأحوال متى وجدوا لأنفسهم منفذًا للفرار من المعركة أخذوا سبيلهم إليه، إلا أن يغلب على ظنهم أنهم بقوتهم منتصرون، وأن عدوهم ضعيف أو جبان، أو أن يقوم في أنفسهم أنهم قد أمسوا ملزمين بالقتال، وإلا قتلوا وأبيدوا، فهم يحاولون أن يقاتلوا ليدفعوا الموت عن أنفسهم بما استطاعوا من قوة وحيلة، ومن أجل ذلك نلاحظ أن الجيوش التي لا تحمل رسالة جهاد مقدس تعاني أكبر ما تعاني مما يسمى عند العسكريين بفقد الروح المعنوية، وتحاول قيادتها رفع هذه القوة بوسائل مختلفة دعائية ونفسية ومادية، ومن الوسائل المادية ما يتم به سلب الشعور العاقل عند الجندي المقاتل، عن طريق المسكرات، ولكن كل وسائلهم لا تحقق بعض النتائج التي يحققها الإيمان.

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست