responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 392
وبعد الاعتراف لله عز وجل بربوبيته، عرض الله على الإنسان الواعي لكل عناصر ما عرض عليه وشروطه ونتائجه، والمالك لحرية إرادته في القبول أو الرفض: أتريد أن تحمل الإمانة أو لا تريد؟، وهذا العرض نفسه عرضه الله عز وجل على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملن الأمانة، لكن الإنسان استعد لحملها، طمعًا بما في حملها من تشريف له وتكريم، وأملًا بالخلود السعيد في جنات النعيم.
وتتلخص هذه الأمانة بأن يعبر رحلة امتحانه وهو يملك الإرادة الحرة، وقدرات الإدراك والفهم، ونوازع الخير والشر، والأهواء والشهوات، على أن تُسخر له بخلق الله الأشياء والقوى في ذات نفسه وجسده، وفي الكون الذي حوله، ليمتحن في ظروف حياة أولى، هي حياة دنيا، وتكون مادة امتحانه الإيمان والإسلام والعبادة.
فمن كفر فأشرك بالله شيئًا، أو جحده وأنكر ربوبيته أو إلهيته، كان مصيره إلى الخلود في عذاب النار، ومن آمن وكسب في إيمانه خيرًا ما، كان مصيره إلى الخلود في جنات النعيم، وعليه إذا عصى أوامر الله ونواهيه -مع إيمانه به- أن يتحمل عقاب ما اكتسب من المعاصي والآثام التي هي من دون الشرك بالله.
دل على هذا العرض وقبول الإنسان أن يحمل الأمانة، قول الله عز وجل في سورة "الأحزاب: 33 مصحف/ 90 نزول":
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} .
ولقد كان الإنسان ظلومًا جهولًا بعد حمله الأمانة، ودخوله رحلة الامتحان، ولم يكن ظلومًا جهولًا بسبب حمله الأمانة، فالأمانة تشريف عظيم من الله للإنسان، طمحت نفس الإنسان إليه حرصًا منه بحسب خصائص نفسه التي وهبها الله عز وجل له على أن يحتل المنزلة الرفيعة، التي تؤهلها له الإرادة

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست