responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 122
وأيسرها، فإذا تحققت هذه الجزئيات بأقل هذه الطاقات سهل تفجير سائرها تفجيرًا هوائيًّا غير مثمر.
ومما يؤسف له أن كثيرًا من هذه الجزئيات يدخل في الإشكال والصور والرسوم، لا في الجواهر والحقائق والحجوم.
فبينما تنقض أسس الحضارة الإسلامية حجرًا حجرًا، وتعمل على اجتثاثها اجتثاثًا كليًّا جيوش كثيرة مستخفية ومستعلنة، نجد كتائب كثيرة من حماتها منشغلة في جدليات كلامية، ومصارعات عملية حول أفضل الألوان التي ينبغي أن يدهن بها الجدار الخارجي لبناء هذه الحضارة، مع أن جيوش الهدم الخارجية لا يستطاع دفعها إلا باجتماع طاقات أبناء هذه الحضارة، على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم، مع التجاوز عن الخلافات الجزئية التي لا تمس جوهر الإسلام في أسس عقائده ومبادئه وأخلاقه.
العامل الثالث:
سقوط كثير من المتطلعين إلى مجد حضاري رفيع في شباك التضليلات التي يصدرها أعداء الإسلام، وانسياقهم وراءها بحماسة قوية.
وقد فوت هذا السقوط على الحضارة الإسلامية طاقات عظيمات كان من الممكن أن تتوجه إلى بنائها بناء راسخًا رصينًا، وإلى إعادة مجدها الباذخ، ولم يقف الأمر عند ذلك بل أخذت هذه الطاقات تعمل في صفوف أعداء الحضارة الإسلامية، وتهدم في أركانها، وتقتلع من أسسها,.
العامل الرابع:
الحرب الدائمة السافرة والمقنعة، التي تعوق كل تقدم حضاري للمسلمين، وتكتم أنفاس كل داع يدعو إلى الحق المشرق على هدى وبصيرة، مع الالتزام بالإخلاص والصدق.
ويقوم بهذه الحرب جنود مقنعون من جنود أعداء الإسلام، منبثون في كل مكان، داخل البلاد الإسلامية، فمنهم منافقون، ومنهم أجراء أغبياء للأعداء.
العامل الخامس:
تشتت شمل المسلمين وتفرق كلمتهم، وتبديد طاقاتهم في البأس بينهم.
فإذا أوقفت عوامل الهدم، وتوجه البناة الواعون المخلصون لإعادة بناء الحضارة الإسلامية تمكنوا من إقامة صروحها العظيمة، وإعادة مجدها التالد، السائر باستمرار شطر الكمال المطلق.

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست