responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 101
أمثلة لأحوال البند الثالث:
أ- فمن أمثلة "إهدار أدنى الواجبين لتحقيق أكدهما" من كان في صلاة مفروضة، فداهم العدو بلاده غازيًا، ولو تأخر حتى أنهى صلاته أعطاه فرصة سانحة للظفر بالمسلمين، فمن واجبه والحالة هذه أن ينصرف من الصلاة لجهاد العدو؛ لأن واجب الجهاد والحالة هذه أكد من واجب إتمام الصلاة، مراعاة للنتائج التي تتحقق بكل منهما.
ومن أمثلة ذلك أيضًا ما لو تعارض في حياة أمة واجب التنمية الاقتصادية، وواجب صيانة الدين والخلق والفضيلة والعلم، فمن واجبها -والحالة هذه- أن تحرص على صيانة هذه الأمور، ولو أفضى ذلك إلى إهدار واجب التنمية الاقتصادية كله أو بعضه، على أن الله سوف ييسر لها وسائل التنمية الاقتصادية مكافأة لها على ما التزمته من واجب أجل في شريعة الله.
ب- ومن أمثلة "ارتكاب أخف المحرمين لدفع الوقوع بأشدهما" ما لو هدد إنسان بالقتل المحقق إذا لم يرتكب مثلًا جريمة السرقة أو الزنا الموجب لحد الجلد فمن واجبه والحالة هذه أن يختار أخف المحرمين ليدفع به الوقوع بأشدهما، أما الاستسلام إلى القتل فهو محرم عظيم، ولكنه لم يستطع دفعه إلا بأن يرتكب محرمًا أدنى منه، فلزمه تطبيقًا لقاعدة الإسلام ارتكاب الأدنى مخافة الوقوع بالأشد.
ومن أمثلته أيضًا ما لو تعرضت حياة إنسان للقتل على يد ظالم، ولم يمكن دفع ذلك عنه إلا بارتكاب وسيلة الكذب، كان من الواجب -والحالة هذه- دفع أشد الأمرين بأخفهما، وظاهر أن الكذب على الظالم أخف عند الله من تعريض مسلم لجبروته.
ومن الأمثلة أيضًا ما لو تعارض في حياة الأمة الإسلامية واجب إعلاء كلمة الله في الأرض، وواجب صيانة أنفسها وصيانة غيرها من مضار القتال، ولم تجد الوسائل الأخرى لتحقيق الواجب الإلهي الذي هو حق على عباده جميعًا، فمن واجبها -والحالة هذه- أن تعرض أنفسها وغيرها إلى مضار القتال،

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست