responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 358
الانفصال قد أدى إلى تكوّن لغات متباينة، لا يفهم الناطق بأحدها على الناطق بالأخرى.

وقد عرف الأعداء الغزاة هذه الحقيقة لتاريخ اللغات المختلفة بين الشعوب، فرأوا أن يُحدِثوا عزلاً صناعياً ينشأ عنه لغات متعددة لشعب واحد، مماثلاً لظروف الانعزال الطبيعي، الذي نشأ عنه في الأزمان الغابرة لغات مختلفة كل الاختلاف فيما بينها، مع أنها كانت في أصولها واحدة، ولكن انفصال أبناء الشعب الواحد عن بعضهم، وانعزالهم في أقاليمهم، واستمرارهم في تطوير لهجاتهم الإقليمية خلال حقب مديدة من الزمن، قد أدى إلى تكوين عدد كثير من القوميات المختلفة، وعدد كثير من اللغات المختلفة أيضاً.

ومثال ذلك: اللغات السامية المتفرعة عن أصل ساميٍّ واحد، واللغات اللاتينية المتفرعة عن الأصل اللاتيني، وفي الهند ما يزيد على سبعين لغة إقليمية متفرعة عن اللغة الأصلية التي كان سكان الهند الأولون ينطقون بها، ولولا ظل الدولة الإسلامية التي وحدت الهند طوال قرون على اللغة الأردية الغنية بالمفردات العربية لانفصل الهنود إلى قوميات كثيرة بعدد لغاتهم المختلفة، ونجد نظير ذلك في الشعب الأندونوسي.

وقد ظهرت الدعوة إلى العامية داخل البلاد العربية أول ما ظهرت في كتابات عدد من المستشرقين، إذ قدموها في ثياب الناصحين لسكان هذه الأقاليم العربية ليصرفوهم عن لغة القرآن، التي ينبغي أن تجمع المسلمين كلهم ضمن جامعة لغوية ودينية واحدة، فكيف بالشعوب العربية الإسلامية؟!
وقد استطاعوا أن يزينوا كلامهم بوجهين: أحدهما إيجابي في صالح العامية الدارجة على ألسنة العامة، وثانيهما سلبي ضد اللغة العربية الفصحى.

فأعطوا العامية صفة اللين والسهولة، والقدرة على تلبية رغبات جميع الأفراد في التعبير عمّا يخطر في أفكارهم ويختلج في نفوسهم، وألبسوا العربية الفصحى صفات التعقيد والشدة والصعوبة، وعدم تلبيتها لرغبات جميع الأفراد في التعبير عمّا يخطر في أفكارهم ويختلج في نفوسهم.

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست