responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 310
يوحي بها أعداء الإسلام , أو يرتاحون لها , ولو أعجبت المسلمين في ظاهرها , ثم إذا رأوا بعد تأمل طويل أن من الخير العمل بها , فعليهم أن يخططوا بأنفسهم طريقة العمل وأسلوبه , ويحددوا بأنفسهم غايته , وينتقوا بإرادتهم الحرة عناصره , وأن يكونوا فوق كل ذلك على حذر من مزالق قد تفاجئهم على حين غرة , من جهة ربما كانوا قد غفلوا عنها , أو كانت محجوبة عنهم بأستار خادعة.

وليست قضايا المسلمين بالقضايا السهلة , فأعداؤهم كثيرون , وقواهم كبيرة في الأرض , ولكنهم مع ذلك يستطيعون بإمكاناتهم الحالية , مع حكمة عالية , وإخلاص في العمل , ودأب لا ينقطع , وقيادة رشيدة , والتجاء إلى الله , واعتماد عليه أن يظفروا بإفساد كل مخططات أعدائهم , وبالانتصار على كل مكر يبيتونه لهم , وكل كيد يكيدونهم به , مهما تظاهرة دول الأرض ضدهم , لأن صدق التوكل على الله مع صدق الجهاد في سبيله , وبذل كل طاقة ممكنة مادية ومعنوية , لا بد أن يجازي الله عليه بتحقيق النصر , فقد وعد الله المؤمنين به , متى حقق المؤمنون شروطه في أنفسهم , بموجب قوله تعالى في سورة (الحج /22مصحف/103نزول) :
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}

فهذا وعد من الله , والله لا يخلف الميعاد , ولئن كان التفوق في القوة يعتمد على الوسائل المادية فإن تحقيق النصر لا يكون إلا من عند الله , ودليل ذلك في قول الله تعالى في سورة (آل عمران / 3 مصحف / 89 نزول) :

{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}

وفي قوله تعالى في سورة (الأنفال / 8 مصحف / 88 نزول) :

{
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

وحوادث التاريخ تشهد بذلك , وحسبنا من الله شواهد وآيات , وحسبنا من مقاديره عبر وعظات , وانطلاقة التضامن الإسلامي على يد المغفور له الملك

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست