responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون نویسنده : حاجي خليفة، مصطفى    جلد : 2  صفحه : 1902
علم الموسيقى
قال صاحب (الفتحية) :
الموسيقى علم رياضي.
يبحث فيه عن: أحوال النغم، من حيث الاتفاق، والتنافر، وأحوال الأزمنة المتخللة بين النقرات، من حيث الوزن، وعدمه.
ليحصل معرفة كيفية تأليف اللحن.
هذا ما قاله الشيخ في: (شفائه) .
إلا أن لفظة بين النقرات، زيدت على كلامه، وعبارته بينها.
أي: النغم الحاصلة من النقرات، ليعم البحث على الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة، أو ساذجة.
وكلامه يشعر بكون البحث عن الأزمنة، التي تكون نقراتها منغمة فقط.
وعرفها:
الشيخ: أبو نصر، بأنها:
صوت واحد، لابث زمانا، ذا قدر محسوس، في الجسم الذي فيه يوجد.
والزمان قد يكون غير محسوس القدر، لصغره، فلا مدخل للبحث والصوت اللابث فيه، لا يسمى نغمة.
والقوم قدروا أقل المرتبة المحسوسة، في زمان يقع بين حرفين متحركين ملفوظين، على سبيل الاعتدال.
فظهر لنا أنه يشتمل على بحثين:
البحث الأول: عن أحوال النغم.
والبحث الثاني: عن الأزمنة.
فالأول:
يسمى: (علم التأليف) .
والثاني: (علم الإيقاع) .
والغاية، والغرض منه: حصول معرفة كيفية تأليف الألحان، وهو في عرفهم أنغام مختلفة الحدة، والثقل، رتبت ترتيبا ملائما.
وقد يقال:
وقرنت بها: ألفاظ دالة على معان محركة للنفس تحريكا ملذا.
وعلى هذا: ما يترنم به الخطباء، والقراء يكون لحنا، بخلاف التعريف الثالث.
وقرنت بها: ألفاظ منظومة مظروفة، لازمة موزونة.
فالأول: أعم من الثاني، والثالث.
وبين الثالث، والثاني: عموم من وجه.
اتفق الجمهور على أن واضع هذا الفن:
أولا: فيثاغورس؛ من تلاميذ: سليمان - عليه السلام -. (2/ 1903)
وكان رأى في المنام ثلاثة أيام متوالية، أن شخصا يقول له:
قم، واذهب إلى ساحل البحر الفلاني، وحصِّلْ هناك علما غريبا.
فذهب من غد كل ليلة من الليالي إليه.
فلم ير أحدا فيه.
وعلم أنها رؤيا، ليست مما يؤخذ جذافا.
وكان هناك جمع من الحدادين، يضربون المطارق على التناسب، فتأمل.
ثم رجع، وقصد أنواع مناسبات بين الأصوات.
ولما حصل له ما قصده بتفكر كثير، وفيض إلهامي:
صنع آلة، وشد عليها إبريسما.
وأنشد شعرا في التوحيد، وترغيب الخلق في أمور الآخرة.
فأعرض بذلك كثير من الخلائق عن الدنيا، وصارت تلك الآلة، معززة بين الحكماء.
وبعد مدة قليلة، صار حكيما، محققا، بالغا في الرياضة، بصفاء جوهره، واصلا إلى مأوى الأرواح، وسعة السموات.
وكان يقول:
إني أسمع نغمات شهية، وألحانات بهية، من الحركات الفلكية.
وتمكنت تلك النغمات في خيالي، وضميري.
فوضع: قواعد هذا العلم.
وأضاف بعده: الحكماء مخترعاتهم، إلى ما وضعه، إلى أن انتهت النوبة إلى: أرسطاطاليس.
فتفكر أرسطو:
فصنع الآرغنون.
وهو: آلة لليونانيين، تعمل من ثلاثة زقاق كبار، من جلود الجواميس، يضم بعضها إلى بعض، ويركب على رأس الزق الأوسط زق كبير آخر.
ثم يركب على هذه الزقاق: أنابيب، لها ثقب على حسب استعمال المستعمل.
وكان غرضهم من استخراج قواعد هذا الفن:
تأنيس الأرواح، والنفوس الناطقة، إلى عالم القدس، لا مجرد اللهو، والطرب.
فإن النفس قد يظهر فيها باستماع واسطة، حسن التأليف، وتناسب النغمات بسط، فتذكر مصاحبة النفوس العالية، ومجاورة العالم العلوي، وتسمع نداء: (ارجعي أيتها النفس الغريقة، في الأجسام المدلهمة، في فجور الطبع، إلى العقول الروحانية، والذخائر النورانية، والأماكن القدسية، في مقعد صدق، عند مليك مقتدر) .
ومن رجال هذا الفن:
صاحب الأدوار: عبد المؤمن.
له: شرقية.
وخواجه: عبد القادر ابن غيبي الحافظ، المراغي.
له فيه: كتب.

نام کتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون نویسنده : حاجي خليفة، مصطفى    جلد : 2  صفحه : 1902
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست