responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 351
عودة مهاجري الحبشة
ووافق فتح (خيبر) قدوم (جعفر بن أبي طالب) ومن معه من المهاجرين إلى الحبشة. وقد سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّما سرور لمجيء هؤلاء الصحابة الكرام.
إنّهم خرجوا من مكة فارّين بدينهم من الفتّان، واليوم يعودون وأمر الإسلام يعلو، وسلطانه يمتدّ شمالي الجزيرة وجنوبيها، فلا خوف من غشم أو ظلم.
وعند ما حلوا بالمدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبتهجا: «والله ما أدري بأيّهما أفرح؟! بفتح خيبر أم بقدوم جعفر [1] ؟!» .
وجعفر وإخوانه مكثوا في الحبشة بضعة عشر عاما، نزل خلالها قران كثير، ودارت معارك شتّى مع الكفار، وتقلّب المسلمون قبل الهجرة العامة وبعدها في أطوار متباينة، حتى ظنّ البعض أنّ مهاجري الحبشة- وقد فاتهم هذا كله- أنزل قدرا من غيرهم، فعن أبي موسى الأشعري: «.. كان أناس يقولون لنا: سبقناكم بالهجرة، ودخلت أسماء بنت عميس على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة- وكانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر- فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: الحبشية هذه؟
البحرية هذه؟ قالت أسماء: نعم! قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم! فغضبت وقالت: كلا والله! كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنّا في أرض البعداء البغضاء بالحبشة! وذلك في الله

[1] حديث حسن، أخرجه الحاكم: 4/ 211؛ والطبراني في الكبير، عن الشعبي مرسلا، وسنده صحيح، وقد وصله الحاكم من طريق أخرى عن الشعبي عن جابر، وفي سنده ضعف، ولذلك قال الذهبيّ في (التلخيص) : «الصواب مرسل» ، وله طريق اخر، رواه البيهقيّ، كما في (البداية) : 4/ 206، من طريق أبي الزبير عن جابر، وفي سنده من لا يعرف، وله شاهد من حديث أبي جحيفة، أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير) ، ص 8، وسنده ضعيف؛ لكن أخرجه في الكبير من طريق اخر، كما يستفاد من (المجمع) : 9/ 272. وبالجملة فالحديث قويّ بهذه الطرق، وقد صحّحه الحاكم.
نام کتاب : فقه السيرة نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست