responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية نویسنده : العمري، بريك    جلد : 1  صفحه : 227
المطلب الرابع: تولى خالد بن الوليد رضي الله عنه القيادة وانسحابه بالمسلمين
...
ثُمَّ بدأ خالد بن الوليد - رضي الله تعالى عنه - بعد ذلك عملية الانسحاب الشاملة من ميدان المعركة، عندما قامت مؤخِّرة المسلمين بقتال التعويق لإحباط مطاردة العدو للمسلمين، وإنقاذ القسم الأكبر من قوات المسلمين من التطويق[1].
وانتشرت المؤخِّرة على جبهةٍ واسعة، واستطاع خالد - رضي الله تعالى عنه - قطع التماس القريب مع العدوِّ، ولكنه لم يكن بعيداً عن مدى النبال، وكان تراجع المسلمين تحت حماية وابلٍ من سهام النَبَّالة الذين كان على رأسهم النبَّال الإسلامي المشهور
[67] "واقد بن عبد الله التميمي[2]، وكان من أرمى الناس، وقد كبَّر وقال: ارفعوني على ترس[3]، فرفعوه، فقال: انظروا إلى مواقع نبلي، فإن رضيتم أخبروني، فرمى المشركين حتَّى ردَّهم الله"[4].

[1] خطَّاب: الرسول القائد صلى الله عليه وسلم 308.
[2] واقد بن عبد الله بن عبد مناف التميمي، حليف بني عدي بن كعب، ذكره موسى وابن إسحاق فيمن شهد بدراً، وكان واقد هو الذي قتل ابن الحضرمي في نخلة، وكانت بنو يربوع تفتخر بذلك. قال ابن أبي حاتم: مات واقد في أوَّل خلافة عمر رضي الله تعالى عنه. (إصابة 3/628) .
[3] الترس: الدرقة، جمعها درق، وتُتَّخذ من الحديد أو المعدن، ويستخدمها المحارب في ميدان المعركة كوقاية من ضربات العدو.
[4] أخرجه سعيد بن منصور (السنن 2/297-298) بسندٍ صحيحٍ عن سعيد بن أبي هلال، الذي رواه بلاغاً، وهو منقطع، سعيد بن أبي هلال لم يدرك الواقعة.
المطلب الخامس: الدروس المستفادة:
لقد كشفت هذه السرية عمَّا تخبئه الوثنية مِن غِلٍّ وحقدٍ دفينٍ على الإسلام وأهله، غِلّ عصف بكُلِّ المبادئ، وحقد ألغى القِيَم الإنسانية.
فهؤلاء قوم هداة جاءوا لنشر الخير والسلام بين مَن قتلوهم، فكان جزاؤهم الغدر بهم، وقتلهم جميعاً بلا هوادة ولا رحمة.
وقد يقول القائل: "إذا كان الأمر كذلك، فلِمَ لمَ يتوقَّف النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن دعوة الأعراب إلى الإسلام، طالما أنَّهم لا يحترمون القيم والمبادئ، ولا يمكن الوثوق بهم؟ ".
قلنا: "الدعوة إلى الله لا يمكن أن تقف في أرضٍ ما، أو تتعثر بسبب
ما يعترض طريقها من بعض الحوادث التي تعيق تقدمها".
وهناك حقيقة يجب ألاّ تغيب عن أذهاننا، وهي أنَّ طريق الدعوة
إلى الله تعالى منذ بدأت حتى يرث الله الأرض ومَن عليها، لم يكن في يومٍ من الأيام مفروشاً بالورود، فكان لابدَّ من تقديم التضحيات في طريقها الطويل الشاق".
وقد وضَّح النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة للصحابة - رضي الله تعالى عنهم - حاثّاً إياهم على الصبر والتحمُّل، وتقديم التضحيات، وذلك منذ فترة مبكرة جداً، وبالتحديد في مكة حينما أثقلت قريش من وطئتها على المسلمين المستضعفين في مكة، فجاءوا يستنجدون بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".
نام کتاب : غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية نویسنده : العمري، بريك    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست