responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : بَحرَق اليمني    جلد : 1  صفحه : 185
فائدة [: في فضل من ثبت على إيمانه]
قال العلماء: وهذا الحديث من أحسن الأحاديث النّبويّة الدّالّة على التّأسّي مع قوله سبحانه وتعالى: الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ [سورة العنكبوت 29/ [1]- 3] وقوله عزّ وجلّ: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [سورة البقرة 2/ 214] وقوله تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [سورة آل عمران 3/ 186] .
فأعلمهم الله سبحانه وتعالى أنّ مبنى الدّين على الصّبر، وأنّ من تجرّد لإظهار دين الله استقبلته المحن في نفسه وماله وعرضه وأهله.
وإنّما أعلم المؤمنين بذلك أوّلا لتتوطّن نفوسهم عليه، وأعلمهم أنّ هذه سنّة الّذين خلوا من قبلهم/، ثمّ كانت لهم العاقبة، تعبوا قليلا ثمّ استراحوا طويلا، وبذلوا حقيرا فنالوا خطيرا: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [سورة البقرة 2/ 157] .
ومع شدّة حرصهم على أذاه، فقد كانت عين الله ترعاه.
وفي «الصّحيحين» ، أنّ أبا جهل، قال: لئن رأيت محمّدا يصلّي لأطأنّ [على] عنقه، فبلغ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «لو فعل لأخذته الملائكة عضوا عضوا» [1] .

[1] أخرجه البخاريّ، برقم (4675) . عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.
نام کتاب : حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : بَحرَق اليمني    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست