responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 35
ومرد الأمور كلها في ذلك هو الله، هو المرجع الذي يرجع إليه في كل أمر، ودستوره هو الدستور الذي يستشار في كل لحظة، يستشار في داخل القلب وفي وعي العقل وفي واقع السلوك.
وإيجاد الصلة بين القلب البشري وبين الله، الصلة الدائمة التي تدفع القلب إلى الرجوع لله في كل لحظة، واستشارة دستوره في كل أمر، هو القاعدة الرئيسية للتربية الإسلامية، التي بها يتم كل شيء، ومن دونها يصبح كل شيء خواء.
والإسلام يتخذ لهذا الهدف كل وسيلة من الوسائل الموصلة، بالتوقيع على كل وتر من أوتار النفس كما أسلفنا، وربط هذا التوقيع بالله، وسيأتي في الفصول القادمة تفصيل شامل لهذه الطريقة، وخاصة في "تربية الروح". ولكننا هنا -ونحن بصدد القواعد العامة للمنهج- نقرر هذه الخصيصة التي يتميز بها المنهج الإسلامي على غيره من المناهج.
بعض مناهج التربية يربط القلب البشري ببقعة من الأرض معينة، وبعضها يربطه بفرد من الناس معين، وبعضها يربطه بأسطورة من الأساطير، ثم يكون المنهج كله قائمًا على هذه القواعد، فيصطبغ العمل والشعور والفكر والسلوك بهذه الصبغة، ويتجه كله في هذا الاتجاه، ثم نيشأ الفرد على "فضائل" بعينها مستمدة من هذه القاعدة، نابعة من مفاهيمها، متمشية مع صالحها.
ولا شك أن في هذه الفضائل قدرًا من الفضائل "المطلقة" التي تلتقي عندها البشرية، فمهما ضلت البشرية وانحرفت فإنها -ببصيرتها التي وهبها الله لها- تهتدي إلى قدر من "الحق" قليل أو كثير. ولكنها غالبا ما تكون فضائل "محلية" أو "إقليمية". وليس من بينها فضائل "إنسانية" حقًّا إلا ما كان نابعًا من العقيدة في الله، مستمدا من دستوره الذي ارتضاه.
وخذ لذلك مثلًا مناهج التربية الأوربية، وخذ من بينها أفضلها جميعًا في نظر كثير من الناس: التربية الإنجليزية. إنها تنشئ الفرد على كثير من الفضائل: لا يسرق ولا ينهب ولا يغتصب ولا يكذب ولا يغش. استقامة جميلة في الطبع والمعاملة. استقامة مريحة تثير الإعجاب. وميل إلى التعاون ونبذ للأنانية وإحساس بالصالح "العام" وتضحية بشيء من الصالح الخاص في هذا السبيل.

نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست