responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 202
وإنما ترتبط بأحوال اجتماعية واقتصادية متشابكة فقد لجأ فيها إلى التدرج البطيء مع استمرار الوعظ والتوجيه واستحياء القلوب.
الخمر. والزنا. والربا. والرق.. لم تكن عادات "فردية" وجدانية بقدر ما كانت عملة سارية في المجتمع. وهي كذلك ليست من العادات التي تستطيع كل نفس أن تحسم موقفها منها في لحظة، فلا يعاودها الحنين إليها ولا تعود!
لذلك لجأ في علام كل منها إلى التدرج على مراحل ودرجات، أو أخر تحريمها حتى اكتمل نمو المجتمع المسلم.
كانت أول إشارة لتحريم الخمر: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} [1].
ففصل بين السكر وبين الرزق الحسن. وكان توجيهًا لطيفًا أحس منه أذكياء القلب من المسلمين أن الله لا بد محرمها ذات يوم قريب أو بعيد.
ثم كانت الإشارة الثانية: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [2]. إنها مرحلة الإقناع الوجداني والعقلي، لتتزحزح النفس عن إلفها، وتتحول عن عادتها.
ثم كانت الإشارة الثالثة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [3]. فنهى المسلمين عن السكر في أوقات الصلاة. وهو نهي عن التعاطي في الواقع. لأن الإنسان لا يستطيع عمليًّا أن يشرب ثم يفيق قبل حلول موعد الصلاة.
ثم كانت الخطوة الحاسمة الأخيرة هي التحريم القاطع: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [4].
أما الزنا فقد تدرج به الأمر كذلك من النصيحة إلى التهديد بالعقوبة إلى تقرير عقوبة مجملة إلى تقرير عقوبة مفصلة محددة.. كما تدرج من عدم إكراه الفتيات على البغاء مع إباحة زواج المتعة. إلى تحريم البغاء وتحريم

[1] سورة النحل 67.
[2] سورة البقرة 219.
[3] سورة النساء 43.
[4] سورة المائدة 90.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست