responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 161
وأن الله آيات في الكون لا يدركها الإنسان بحواسه أصلًا ولكنها مع ذلك موجودة. لعل ذلك أن يفتح بصيرته ويوحي إليه بالإيمان.
ثم إن الجن في سورة الجن وسورة الأحقاف يقومون بالدعوة إلى الإسلام والإيمان بالله. فهم لم يجئ ذكرهم لمجرد "الترفيه العقلي" وإنما لهدف جاد، هو بيان أن كل خلق الله يؤمنون به, ويسبحون بحمده ويدعون بدعوته. إلا الضالين فمأواهم جهنم وعليهم لعنة الله. ومن ثم يؤدي ذكرهم دورًا في العقيدة، وإن كان بطريقة أخرى غير الدور الذي يؤديه الشيطان.
أما الإيمام بالملائكة فداخل في أصل الإيمان كما أسلفنا. والقرآن يصل النفس بهم في صور شتى:
فهم آية من آيات القدرة الخالقة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [1].
وهم الذين ينزلون على قلوب البشر بوحي الله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [2] {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} [3].
وهم جند مجندون في طاعة الله: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [4].
وهم يستغفرون للمؤمنين: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [5].
وهم بالجملة صورة وضيئة من الإيمان الخالص تغري بالحب وتوحي بالتطهر والارتفاع.
وبهذا وذلك ينفذ الإسلام إلى النفس عن طريق إيمانها بما تدركه الحواس، وإيمانها بما لا تدركه الحواس. فيكون قد حقق لها كيانها الأكمل، ويكون قد نفذ إليها من منافذها كلها. وهداها إلى الله.

[1] سورة فاطر 1.
[2] سورة الشعراء 193-194.
[3] سورة غافر 15.
[4] سورة التحريم 6.
[5] سورة غافر 7.
نام کتاب : منهج التربية الإسلامية نویسنده : قطب، محمد    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست