responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن    جلد : 1  صفحه : 316
وجهة نظر الإسلام:
وإذا نظرنا إلى الإسلام في هذه النقطة وجدناه يفرق بين مجال الدنيا ومجال الآخرة. والإسلام نفسه من حيث إنه نظام حياة للإنسان جاء لتحقيق غاية في هذه الحياة، فقد جاء ليحقق للإنسان حياة منظمة متناسقة من شأنها أن تؤدي إلى السعادة لا في هذه الدنيا فحسب بل في الحياة الأخرى أيضا، فالإسلام- إذن- من هذه الزاوية وسيلة لا غاية في ذاته ولكنه يعتبر غاية في نفسه باعتباره غاية لعمل الإنسان ولا سيما فيما يتعلق بالتخلق مع الله، فإذا لم يكن أساس أعمال الإنسان الإخلاص الكامل للإسلام بصرف النظر عما يترتب على التمسك به من النفع في الدنيا والآخرة فلا تعتبر هذه الأعمال أخلاقية ولا تجد قبولا عند الله ومن ثم فلا تستحق جزاء منه. بل الإمام الشاطبي يقول: "إن قصد الحظ الأخروي في العبادة لا ينافي الإخلاص فيها"[1].
ولهذا قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ

[1] الموافقات للإمام الشاطبي جـ[1] ص156.
أي هدف أخلاقي قبل معرفة الوسيلة الضرورية لتحقيقه وإلا كان ذلك على حساب هدف أو أهداف أخلاقية أخرى. أي: لتحقيق هدف ما قد يضحي المرء بأهداف أخرى. فمثلا قد ينقذ الرجل ماله على حساب شرفه أو شرف وطنه وقد يعمل المرء من أجل تحقيق هدفه على حساب مصلحة أصدقائه، فهو لجلب الخير لنفسه ارتكب شرا في حق غيره وهذا مخالف للأخلاق، وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الأمريكي "جون ديوي"[1].

[1] النظرية الأخلاقية عند جون ديوي ومدى صلاحيتها للتربية العصرية ص61-63، الدكتور محمد لبيب النجيحي، مخطوط بمكتبة كلية التربية.
نام کتاب : علم الأخلاق الإسلامية نویسنده : مقداد يالجن    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست