responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 635
من البدهي أن واجبنا لن يكون أن نطيل فعلًا هذه الحيوات؛ لأنه ليس لنا سلطان مباشر على هذه النتيجة النهائية، مع أن هذا هو "الخير" الحقيقي المراد. إن واجبنا هو أن نقود أنفسنا نحو هذه الغاية، من الطريق المتاحة لنا، وهذه الطريق الوحيدة التي أتاحها الله لنا ليست سوى أن نسخر قوانا، ونوجهها في اتجاه هذا الهدف، وذلك يعني في آخر الأمر أن نمارس بعض الأعمال، وأن نبذل بعض الجهود: جهدًا ذهنيًّا نكشف به الوسيلة، وجهدًا أخلاقيًّا تمليه الإرادة الطيبة لنحمل أنفسنا على استخدام هذه الوسيلة، وجهدًا عضليًّا لتنفيذ قرارنا "وذلك بأن نلقي بأنفسنا -مثلًا- في الميم". والخطوة الأخيرة من كل هذه الخطوات التي يترتب بعضها على بعض -هي التي توصلنا إلى أعلى درجات الخير المتصورة، فهي أقرب سبب لما حققناه، كما أنها الحدث الذي تميز بتضحية كبيرة. والجهد البدني يشكل هنا، كما نرى، جزءًا أساسيًّا، بدونه تظل مهمتنا ناقصة نقصانًا ظاهرًا.

2- الصلاة:
أليس في توجه المؤمن إلى الله بفكر خالص مستجمع راحة كبرى لنفسه؟
ولكن اللغة التي تعبر عن هذا الفكر ليست بدون تأثير عليها، فهي تثبتها، وتنيرها، وتعززها.
ثم إن خشوع البدن الذي تتجسد فيه الفكرة إطار لهذه الفكرة، وهو في الوقت نفسه غذاء لها. وإذا لم نبلغ المكان الذي تتم فيه هذه "المناجاة الخاصة" إلا بعد أن نتخذ عدة استعدادات شبيهة بما يتخذه المرء قبل زيارة شخصية رفيعة -فإننا بذلك نؤكد تأكيدًا مضاعفًا شعورنا بالاحترام لهذا الاستقبال.
والتركيب العضوي لهذه العناصر المختلفة هو نفس تعريف الصلاة، التي أمرنا الإسلام بأدائها عدة مرات في اليوم.

نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 635
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست