responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 463
العزم الثابت، الذي لا يتوقف إلا أمام عقبة واقعية كئود، ولكن الغالب أن يقصد بها مشروع في مرحلة التدبر والتردد؛ رغبة، أو ميل[1].
ولا حاجة بنا أن نمضي إلى تقويم المعنى الثاني، فإن الإنسان المشدود إلى عادته اللينة، والذي لا يحاول تحطيم العقبات التي تعترض كل جهد جاد، الإنسان الذي يجعل من كل ما يقلق الراحة عائقًا -هذا الإنسان لا حق له بداهة في أن يفيد من تعاطفه مع الأعمال الطيبة كصفة أخلاقية حميدة، أو كاعتذار مقبول عن ضعفه.
ولنستفد في هذه النقطة من الطريقة التي حكم بها القرآن على بعض المتخلفين عن الهجرة من مكة، فقد دعي هؤلاء إلى أن يتركوا بلدهم، حيث كان العدو مسيطرًا، ويلحقوا بإخوانهم الذين هاجروا إلى المدينة، ولكنهم لم يستجيبوا للدعوة، وظلوا على مقامهم بحجة أنهم كانوا "مستضعفين في الأرض" ولكن القرآن يعقب على ذلك بقوله: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} ، ثم يستثني منهم: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا، فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} [2].
كما أن أحاديث النفس، والميل الطبيعي الذي يشعر به المرء تجاه لذة

[1] ذكر المحاسبي في كتابه "الرعاية لحقوق الله" تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور أن النية على وجهين: "أحدهما قد نويت أن تخلص وأن لا تريد بشيء مما تفعله إلا الله وحده ونويت أن تقوم فتصلي وأن تصبح صائمًا وأن لا تعصي الله عز وجل، وإن عرضت لك معصية تركتها من خوف الله عز وجل. فتلك الإرادة التي هي نية لك هي نية الله عز وجل.
ومعنى آخر تريد أو تحب أن تكون مخلصًا، وأنت مضيع للإخلاص، وتحب أن تكون صائمًا ومن نيتك الإفطار، وتحب أن تكون مصلِّيًا وأنت كسلان عنها، أو مؤثر عليها الشغل بالدنيا وتحب أن تدع المعاصي من خوف الله عز وجل والنفس لا تسخو بالتوبة، فتلك إرادة محبة منك للشيء". "المعرب".
[2] النساء: 97-99.
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست