responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر    جلد : 1  صفحه : 197
فلا تصدق بشيءٍ ... مما يقول المنجم
وله أيضاً:
إذا كنت تزعم أن النجوم ... تضر وتنفع من تحتها
فلا تنكرن على من يقول ... بأنك بالله أشركتها
وله أيضاً:
لو أن نجماً تكلم ... لقال: صكوا المنجم
لأنه قال جهلاً ... بالغيب ما ليس يعلم
وقال أيضاً:
قالوا أعد فلان ... لخوف هذا القران
زادا كثيراً وداراً ... وثيقة البنيان
فقلت بات فلان ... يرجو النجاة بذان
هلا استعان على ما ... يخشى من الحدثان
بمن وقاه وليداً ... مكروه كل زمان
ومن غذاه جنيناً ... في ضيق ذاك المكان
وقال أحمد بن محمد بن عبد ربه:
فأين الزيج والقانو ... ن والأركند والكمه
وأين السند هند البا ... طل الجدول هل ثمه
سوى الإفك على الله ... تعالى منشر الرمه
إذا كان أخو النجم ... يرى الغيب بما ضمه
فلم ذا يطلب الرزق ... طلاب العاجز الهمه
وهذي الأرض قد وارت ... كنوزاً عدةً جمه
فلا والله ما لل ... هـ وخلق يحتوي علمه
أخبرني عبد الله بن محمد بن يوسف، قال أخبرنا أحمد بن مالك بن عابد، قال: أخبرني أحمد ابن محمد بن عبد ربه أبو عمر الشاعر، قال: دخلت على الوزير جهور بن الضيف، وكان القحط قد ألح، والغيث قد احتبس واغتم الناس لذلك، وتحدث المنجمون بتأخر الغيث مدة طويلة، فوجدت عنده ابن عزر المنجم وجماعةً من أصحابه، وقد أقاموا الطالع وعدلوا، وقضوا بتأخير الماء شهراً. فقلت للوزير: إن هذا من أمور الله المغيبة، وأرجو أن يكذبهم الله بفضله، ثم خرجت عنه وأتيت داري، فجاء أول الليل والسماء قد تغيمت، ونمت ساعة، فما أيقظني إلا نزول الماء، فقمت وقربت مني المصباح، ودعوت بالدواة والقلم، فما رفعت يدي حتى نسخت هذه الأبيات، ثم صابحت بها الوزير، فسر بها واستحسنها. وهي:
ما قدر الله هو الغالب ... ليس الذي يحسبه الحاسب
قد صدق الله رجاء الورى ... وما رجاء عنده خائب
وأنزل الغيث على راغبٍ ... رحمته إذ فنط الراغب
قل لابن عزرا السخيف الحجا ... زري عليك الكوكب الثاقب
ما يعلم الشاهد من حكمنا ... كيف بأمرٍ حكمه غائب
وقل لعباس وأشياعه ... كيف ترى؟ قولكم الكاذب
خانكم كيوان في قوسه ... وغركم في لونه الكائب
فكلكم يكذب في علمه ... وعلمكم في أصله كاذب
ما أنتم شيءٌ ولا علمكم ... قد ضعف المطلوب والطالب
تغالبون الله في حكمه ... والله لا يغلبه غالب
محبوب الحبر الذي ماله ... في فهمه ند ولا صاحب
قد أشهد الله على نفسه ... بأنه من جهلكم تائب
وأنشدني عباس بن يحيى بن قزمان لعمه عيسى بن قزمان:
هذا بإذن الله ما شاء قدره ... وليس فيما قضى كيوان والقمر
لو كان عند النجوم السابحات بما ... يجري على الخلق من أنبائهم خبر
لم يحتلل بذراهم ريب حادثةٍ ... بل كان ينجيهم الإنذار والحذر
ما كان ينجل منهم عالم ولداً ... في ساعةٍ ما بها نحس ولا كدر
تقيه أنجمه صرف الزمان فلا ... يأتي عليه ولا يفني له عمر
هيهات ذلك أمر لا يطاق ول ... كن الفتى ينتهي حيث انتهى القدر
وللقرشي سعيد بن العاص المرواني:
مستحيل أن تدرك الأوهام ... علم غيب تغيب عنه الأنام
كيف يحتاز علمه بشري ... وهو علم قد حازه العلام
لست ممن يقول فيه يجهلٍ ... ما يقول الكندي والنظام
كل من قال إن للنجم حكما ... لم يجز فاعلمن عليه السلام

نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست