responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوابين نویسنده : ابن قدامة المقدسي    جلد : 1  صفحه : 175
الموكل به يلتفت يمينا وشمالا فلما رآني قال: مرحبا! ادخل فإن لها عند الله عناية هتف بي البارحة هاتف وهو يقول:
إنها منا ببال ... ليس تخلو من نوال
قربت ثم تسمت ... وعلت في كل حال
فحفظت هذا القول وكررته إلى أن أتيتم فدخلت عليها وهي تقول:
قد تصبرت إلى أن ... عيل في حبك صبري
ضاق من غلي وقيدي ... وامتهاني فيك صدري
ليس يخفى عنك أمري ... يا منى قلبي وذخري
أنت لي تعتق رقي ... وتفك اليوم أسري
قال: وأقبل مولاها يبكي ويخشع فقلت له: قد جئناك بما ورثت وربح خمسة آلاف فقال: لا والله! فقلت بربح عشرة آلاف فقال: لا. فقلت: بربح المثل فقال: لو أعطيتني الدنيا ما قبلت! وهي حرة لوجه الله تعالى.
فقلت له: ما القصة؟ فقال: يا أستاذ! وبخت البارحة أشهدك أني خارج من جميع مالي وهارب إلى الله تعالى اللهم كن لي بالسعة كفيلا وبالرزق جميلا.
فالتفت إلى ابن المثنى فرأيته يبكي فقلت له: ما بكاؤك؟ فقال: ما رضي بي المولى لما ندبني إليه أشهدك أني قد تصدقت بجميع مالي لوجه الله تعالى.
فقلت: ما أعظم بركة بدعة على الجميع فقامت بدعة فنزعت ما كان عليها ولبست مدرعة من الشعر وخرجت وهي تقول:
هربت منه إليه ... بكيت منه عليه
وحقه فهو مولى ... لا زلت بين يديه
حتى أنال وأحظى ... بما رجوت لديه
قال سري: فأقمت بعد ذلك مدة حتى مات مولاها فبينا أنا أطوف بالكعبة وإذا أنا بصوت محزون من كبد مقروحة وهو يقول:

نام کتاب : التوابين نویسنده : ابن قدامة المقدسي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست