responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 198
عدم الاغترار بِمُجَرَّد الِاسْم دون النّظر فِي مَعَاني المسميات وحقائقها

وَمن جملَة مَا يَنْبَغِي لَهُ استحضاره أَن لَا يغتر بِمُجَرَّد الِاسْم دون النّظر فِي مَعَاني المسميات وحقائقها فقد يُسمى الشئ باسم شَرْعِي وَهُوَ لَيْسَ من الشَّرْع فِي شئ بل هُوَ طاغوت بحت
وَذَلِكَ كَمَا يَقع من بعض من نَزعه عرق إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ الْجَاهِلِيَّة من عدم تَوْرِيث الْإِنَاث فَإِنَّهُم يخرجُون أَمْوَالهم أَو أَكْثَرهَا أَو أحْسنهَا إِلَى الذُّكُور من أَوْلَادهم بِصُورَة الْهِبَة وَالنّذر وَالْوَصِيَّة أَو الْوَقْف فَيَأْتِي من لَا يبْحَث عَن الْحَقَائِق فَينزل ذَلِك منزلَة التَّصَرُّفَات الشَّرْعِيَّة اغْتِرَارًا مِنْهُ بِأَن الشَّارِع سوغ للنَّاس الْهِبَة وَالنّذر وَالْوَصِيَّة غير ملتفت إِلَى أَن هَذَا لم يكن لَهُ من ذَلِك إِلَّا مُجَرّد الِاسْم الَّذِي أحدثه فَاعله وَلَا اعْتِبَار بالأسماء بل الِاعْتِبَار بالمسميات
فالهبة الشَّرْعِيَّة هِيَ الَّتِي أرشد إِلَيْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما سَأَلَهُ بشير وَالِد النُّعْمَان عَن تَخْصِيص وَلَده النُّعْمَان بِشَيْء من مَال وَطلب مِنْهُ أَن يشْهد على ذَلِك فَقَالَ لَا أشهد على جور وَوَقع مِنْهُ الْأَمر بالتسوية بَين الْأَوْلَاد وَهُوَ حَدِيث صَحِيح لَهُ طرق مُتعَدِّدَة
فالهبة الْمُشْتَملَة على التَّفْصِيل الْمُخَالف لفرائض الله لَيست بِهِبَة شَرْعِيَّة بل جور مضاد لما شَرعه الله فإطلاق اسْم الْهِبَة عَلَيْهَا مخادعة لله ولعباده فَلَا ينفذ من ذَلِك شئ بل هُوَ بَاطِل رده لكَونه لَيْسَ على أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

نام کتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست