responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع السلك في طبائع الملك نویسنده : ابن الأزرق    جلد : 1  صفحه : 478
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة دوَام الْأَخْذ بِهِ مَتْرُوك لرجحان مصلحَة الْآخِذ بِمُقَابلَة وَهُوَ الفظاظة والشدة فقد قَالَ تَعَالَى للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ صَاحب الْخلق الْعَظِيم يَا أَيهَا النَّبِي جَاهد الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَأَغْلظ عَلَيْهِم ومستحق للغلظة دونهم فِي الدُّنْيَا جَار مجراهم
وَمن ثمَّ قَالَ السفاح لأعملن اللين حَتَّى لَا ينفع إِلَّا الشدَّة ولأكرمن الْخَاصَّة مَا أمنتهم على الْعَامَّة ولأغمدن سَيفي حَتَّى يَسلهُ الْحق ولأعطين حَتَّى لَا أرى للعطية موضعا
وَفِيه مسَائِل
الْمَسْأَلَة الأولى من فَوَائِد الْمُطَالبَة بِهِ على الْإِطْلَاق أَمْرَانِ
أَحدهمَا محبَّة الله تَعَالَى للمتخلق بالتثبت وَمَا فِي مَعْنَاهُ وَهُوَ التأني فَقدم تقدم قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للأشبح أَن فِيك خَصْلَتَيْنِ يحبهما الله وَرَسُوله الْحلم والأناة
الثَّانِي إِضَافَة التأني إِلَى الله تَعَالَى وَمُقَابِله وَهُوَ العجلة إِلَى الشَّيْطَان فَعَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ التأني من الله والعجلة من الشَّيْطَان
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة قَالَ ابْن المقفع كل النَّاس يَحْتَاجُونَ إِلَى التثبت وأحوجهم إِلَيْهِ مُلُوكهمْ الَّذين لَيْسَ لقَولهم وفعلهم دَافع وَلَيْسَ عَلَيْهِم مستحث من النَّاس وَفِي وَصِيَّة بعض الْحُكَمَاء للإسكندر وَقد أَرَادَ سفرأ وَاجعَل وزيرك التثبت وسميرك التيقظ
الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة يتَأَكَّد هَذَا التثبت فِي مَوَاضِع أَحدهمَا عِنْد نقل مَا يُوجب الْمُؤَاخَذَة بِتَقْدِير صِحَّته مُخَالفَة النَّدَم على التَّعْجِيل بهَا إِذا تبين بُطْلَانه كَمَا يدل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تصيبوا قوما بِجَهَالَة فتصبحوا على مَا فَعلْتُمْ نادمين} الثَّانِي وَالثَّالِث عِنْد الْعَطاء وَالْمَنْع

نام کتاب : بدائع السلك في طبائع الملك نویسنده : ابن الأزرق    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست