responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 74
محكمة؛ للخروج دون الاصطدام بقريش، وقد وضعت هذه الخطة على أسس سليمة فطلب النبي صلّى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب (استشهد 39 هـ) أن ينام في فراشه؛ حتى يظن هؤلاء أن النبي صلّى الله عليه وسلم ما زال في فراشه [1] ، وكل ذلك كان يتم بسرية تامة، فلا يعلم بالخروج إلا من كان له دور مرسوم في تنفيذ الخطة.
ابتدأ بتنفيذ الخطة المرسومة بأن خرج النبي صلّى الله عليه وسلم من بيته وجاء إلى بيت صاحبه أبي بكر، وكان ذلك في وقت الهاجرة [2] إذ يغلب على هذه الساعة هجوع الناس، فلا يسترعى إليه الانتباه، ثم إن النبي صلّى الله عليه وسلم خرج هو وأبو بكر من مكان خاص في بيت أبي بكر. يقول ابن إسحاق (ت 151 هـ) : «خرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته» [3] ، وفي الجهة المقابلة، فكان من المنتظر أن يعد أبو بكر الصديق بقية الأمور، اشترى راحلتين قويتين وتركهما عند عبد الله بن أريقط وقد استأجره أبو بكر «يدلهما على الطريق فدفعا إليه راحلتهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما» [4] . أخذ النبي صلّى الله عليه وسلم طريقه إلى غار ثور جنوب مكة [5] باتجاه اليمن؛ لأنه يفترض في الملاحقين أن يتجهوا إلى الشمال وهم يعلمون أن وجهة النبي إلى المدينة الواقعة إلى الشمال من مكة، ولهذا يقول المباركفوري: «ولما كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعلم أن قريشا ستجد في الطلب، وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما» [6] .
لقد اتجه النبي إلى غار ثور وذلك بعد أن تدارس الموقف مع أبي بكر وأفراد عائلته ولا سيما أولئك الذين لهم دور في الخطة، فاتبع «مبدأ تقسيم العمل» فقام عامر بن فهيرة (ت [4] هـ) بإخفاء اثار أقدامهما «إذ أمره أبو بكر- وهو مولاه- أن

[1] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 482) . ابن سعد، الطبقات (ج 1، ص 227) . البلاذري، أنساب (ج 1، ص 260) . الطبري، تاريخ (ج 2، ص 372) . ابن الأثير، الكامل (ج 2، ص 103) .
[2] البخاري، الصحيح (ج 5، ص 73، 75) . الساعاتي، الفتح الرباني (ج 20، ص 280) .
[3] ابن هشام، السيرة (م 1، ص 485) . وانظر: البلاذري، أنساب (ج 1، ص 260) (قالوا) . الطبري، تاريخ (ج 2، ص 378) . ابن الأثير، الكامل (ج 2، ص 104) .
[4] البخاري، الصحيح (ج 5، ص 76) . الحاكم، المستدرك (ج 3، ص 8) .
[5] البخاري، الصحيح (ج 5، ص 75) . ابن هشام، السيرة (م 1، ص 486) . البلاذري، أنساب (ج 1، ص 261) . الطبري، تاريخ (ج 2، ص 378) .
[6] المباركفوري، حقي الرحمن، الرحيق المختوم «مكة المكرمة» ، رابطة العالم الإسلامي، (1980 م) ، (ص 183) .
نام کتاب : الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أحمد عجاج كرمى    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست