responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي    جلد : 1  صفحه : 101
المرحلة الثانية: الاستعداد لإستقبال المولود
إعداد البنية الصالحة لنشأة الطفل قبل الميلاد
...
المرحلة الثانية: الاستعداد لاستقبال المولود
إعداد البيئة الصالحة لنشأة الطفل قبل الميلاد:
وفيها يوجه الإسلام عنايته إلى الطفل قبل ولادته؛ حيث يتم إعداد البيئة الصالحة لنشأة الطفل, وذلك عن طريق الرجل والمرأة اللذين هما سبب النشأة، فيرشد كلًّا منهما إلى حسن اختيار الزوج, يبين للرجل كيفية اختيار الزوجة, ويبين للمرأة كيفية حسن اختيار الزوج, حتى يضمن السلامة لهذا المولود قبل أن يُولَدَ، كما يبين لكليهما علة الزواج, وهي أن الزواج الغرض منه عمارة الأرض, وعمارة الأرض إنما تكون بالنسل الصالح المؤهل للخلافة؛ بمعنى أن هذا المولود الناشئ يصلح لخلافة الله في أرضه, فيؤدي ما أمر الله به, وينتهي عما نهى الله عنه, وفي ذلك يقول الحق -تبارك وتعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ} وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [1] وقال: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [2], قال ابن عباس: "المودة: حب الرجل امرأته، والرحمة: شفقته عليها أن يصيبها بسوء"[3].
وعلى أساس المودة والرحمة تنشأ الأجيال الصالحة من الرجال والنساء, ويتحقق معنى خلافة الإنسان لله في أرضه، ولا يتحقق هذا المعنى إلّا في الرجل المتدين الذي يمتثل لأوامر الدين.
وفي ظل هذه المودة والرحمة يأتي دور الإنجاب والذرية؛ حيث يقول الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [4] أي: أن الكثرة

[1] النساء: 1.
[2] الروم: 21.
[3] الصابوني: صفوة التفاسير, ج2/ 476.
[4] النحل: 72.
نام کتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي نویسنده : كمال الدين عبد الغني المرسي    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست