responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 1  صفحه : 71
والتعطُّف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن بعدوا، أو أساؤوا، وقطع الرحم ضد ذلك كله، يقال: وصل رحمه، يصلها، وصلًا، وصِلةً، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر، ومعنى شققت لها اسمًا من اسمي: أي: أخرجت، وأخذت لها اسمًا من اسمي الرحمن، فلها به علقة.
وقوله: "ومن ثبتها ثبته" هو من التثبيت، وهو بمعنى وصلها، وفيه تكرار مع ما قبله، وفي نسخة: "ومن بتها" بالباء الموحدة، من البت، وهو القطع، وهي موافقة لما في كتاب الإتحافات السنية للمدني. والله أعلم.
ففي الحديث تعظيم أمر صلة الرحم، والعطف عليهم، وتفقد أحوالهم، وكل شخص بحسب ما يليق بحاله. قال القرطبي: الرحم التي توصل عامة وخاصة، فالعامة: رحم الدين. وتجب مواصلتها بالتوادد، والتناصح، والعدل، والإنصاف، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة. وأما الرحم الخاصة: فتزيد النفقة على القريب، وتفقد أحوالهم، والتغافل عن زلاتهم، وتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك. قال الإمام الحافظ ابن أبي جمرة[1]: تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء، والمعنى الجامع: إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا، أو فجارًا؛ فمقاطعتهم في الله هي صلتهم بشرط بذل الجهد في وعظهم، ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسب تخلفهم عن الحق، ولا تسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب، أو يعودوا إلى الطريق المثلى. والله أعلم.
وقد جاء في كثير من الأحاديث أن صلة الأرحام من أفضل الأعمال، منها: ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث معاذ بن أنس الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك" [2] وروي

[1] ابن أبي جمرة - هو عبد الله بن سعد بن أبي جمرة، من العلماء بالحديث من آثاره مختصر الجامع الصحيح للبخاري. وشرح بهجة النفوس في سفرين توفي رحمه الله سنة "695"
[2] رواه أحمد في المسند" 3/ 438"، والطبراني في الكبير"20/ 188"وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد"8/ 189"وقال: رواه الطبراني وفيه زبان بن فائد: ضعيف. أقول: وفي إسناده أيضًا ابن لهيعة ضعيف. من حديث معاذ بن أنس الجهني.
نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست