responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 1  صفحه : 155
129- "لم يلتحف العباد بلحافٍ أبلغ عندي من قلة الطُّعم"[1]. رواه الديلمي عن ابن عباس.
ش- التحف بالثوب: تغطى به، واللحاف: ما يلتحف به. وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به، وجمعه: لحف، والملحفة -بكسرأوله-: هي الملاءة التي تلتحف بها المرأة؛ والطعم-بالضم-: الأكل، وبالفتح: ما يؤديه ذوق الشيء من حلاوة، ومرارة، وغيرهما، وله حاصل.
والمعنى: أن الله تبارك اسمه أخبرنا: أن العباد لم يلتحفوا، ويتغطوا بلحاف، وغطاء يقيهم شدة البرد، ويدفع عنهم الأذى، ويحفظ صحتهم، ويقيها من الآلام والأمراض، والعلل أبلغ، وأحفظ، وأشد وقياة عند الله من قلة الطعام، فإن في قلة الطعام راحة للجسم، والعقل، وحفظهما من الأسقام، وقد جاء القرآن بذمِّ الشبع والإسراف في تناول الطعام والشراب، قال اله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31] وبين الشرع أن شر وعاء ملأه ابن آدم بطنه، وأنه يكفيه ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث لنفسه إذا كان لا محالة فاعلًا. روي الترمذي،

[1] رواه الديلمي في مسند الفردوس رقم "4465" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف.
والمعنى -والله أعلم-: أن الله جل، وعلا يخبرنا: أن عباده لو أطاعوه ليسقينهم المطر بالليل، فينتفع بها الزرع، والبهائم، والآدميون، فلا يحصل له عطلة في نهارهم لمعاشهم، بل يصبح كل يزاول عمله، ولا تشل حركة القوافل في البراري، والقفار وحركة المشي، والسعي في المدن، والقرى؛ تسهيلًا للعباد، ورأفة بهم، وليطلعن الشمس على العباد في النهار؛ لتجف الأراضي التي أصابتها المياه، والطرق التي يسلكها العباد، وتذهب المكروبات التي تدنومن الثمر، والشجر، وتلصق بها، ولَمَا سمع عباده صوت الرعد؛خوفًا من أن يصيبهم رعب، أوأذى من صوته.
فيا عباد الله! أطيعوا ربكم في جميع أعمالكم، وقُوا أنفسكم من الله، وارحموا الضعيف، والمسكين، ووقروا علماءكم، وشيوخكم، وكبراءكم، وعاونوا المحتاج، وعابر السبيل إن كنتم تنتظرون المادة، والماء؛ فإن الله جل ذكره وعدكم بالخير الكثير، والنعيم التي لا تحصى، ولا تعد إذا أنتم أطعتموه في سركم، وجهركم، وأظهرتم شعائر الدين، ونشرتم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل قطر، وبلد، وقرية، وبيت، ومحفل، ومجتمع. فاللهم إني أسألك أن تهدينا لطاعتك، وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم!
نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست