responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثاني من الفوائد المنتقاة نویسنده : ابن السمّاك    جلد : 1  صفحه : 27
26 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَقَرَّتِ الدَّارُ بِالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَوُضِعَ، خَرَجَ حَتَّى قَدِمْنَا وَاسِطَ وَهُوَ فِي رَحْبَةِ وَاسِطَ، وَالنَّاسُ سِمَاطَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْمَعُ فِي قِصَّةٍ يَذْكُرُهَا، أَوْ مَظْلَمَةٍ يَرْفَعُهَا، فَقَالَ الْحَاجِبُ حَيْثُ يَسْمَعُ الصَّوْتَ: هَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
قَالَ: مُرْهُ فَلْيَضَعْ عَنْهُ حَالَ سَفَرِهِ، قَالَ: وَأَصَرَّ لَنَا نُزُلَنَا كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ ذَلِكَ الْحَاجِبُ: هَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.
قَالَ: مُرْهُ فَلْيَأْتِ , فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ , فَدَعَا الْحَجَّاجُ بِمِائَةِ جَذَعٍ عَلَيْهَا مِائَةُ وَصِيفٍ عَلَيْهِمْ ذَرَعَاتُ الْحَرِيرِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا، ثُمَّ دَعَا بِالرُّبْعِ، ثُمَّ دَعَا بِالْقَرَجِ عَلَيْهَا مِائَةُ وَصِيفٍ عَلَيْهِمْ ذَرَعَاتُ الْحَرِيرِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا، فَقَالَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ، انْظُرْ إِلَيَّ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْفَضْلِ، هَلْ كَانَ لِمُحَمَّدٍ مِثْلُ هَذَا؟ فَقَالَ: لَقَدْ عَتَيْتَ وَبَغَيْتَ وَنَسِيتَ خَيْلا إِلَى خَيْلٍ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ، الْخَيْلُ ثَلاثَةُ أَفْرَاسٍ: فَرَسٌ يَتَّخِذُهُ صَاحِبُهُ يُرِيدُ أَنْ يُجَاهِدَ عَلَيْهِ فَفِي قِيَامِهِ عَلَيْهِ وَعَلْفِهِ إِيَّاهُ وَأَدَبِهِ إِيَّاهُ أَحْسَبُهُ قَالَ: وَكَسْحِ مِذْوَدِهِ أَجْرٌ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا.
وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ فَقِيَامُ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَذِكْرُ غَيْرِ ذَلِكَ وِزْرٌ فِي مِيزَانِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لَوْلا خِدْمَتُكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ لَكَانَ لِي وَلَكَ حَالٌ.
فَقَالَ: تَهَابُ خِدْمَتِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكِتَابَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ لَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَنْكَرَ صَوْتِي وَغَلُظَتْ أَرْنَبَتِي، دَعَانَي فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ عَلَّمَنِي كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ: لا أَخَافُ مِنْ سُلْطَانٍ سَطْوِهِ، وَلا مِنْ جَبَّارٍ عُتُوِّهِ، وَلا مِنْ شَيْطَانٍ عُتُوِّهِ.
فَدَعَا الْحَجَّاجُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحَجَّاجِ فَدَسَّ إِلَيْهِمَا مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: أَلْطِفَا الشَّيْخَ لَعَلَّكُمَا أَنْ تَظْفَرَانِ بِالْكَلِمَاتِ مِنْهُ وَلَكُمَا قَبْلِي مَزِيدٌ، فَخَرَجْنَا مِنْ وَاسِطَ لَمْ يَظْفَرِ الْحَجَّاجُ وَلا مُحَمَّدٌ بِالْكَلِمَاتِ مِنْهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْبَصْرَةَ مَرِضَ مَرْضَتَه الَّتِي مَاتَ فِيهَا، دَعَا بَابَانَ، فَقَالَ: يَا أُحَيْمِرَ عَبْدِ الْقَيْسِ قَدْ خَدَمْتَنَا فَأَحْسَنْتَ خِدْمَتَنَا فَدُونَكَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ فَتَعَلَّمْهُنَّ، وَلا تَضَعْ أَوْ تَضَعَهَا إِلا مَوْضِعَهَا، تَكَلَّمَ بِهَا كُلَّمَا أَصْبَحْتَ، فَأَرَى شَيْئًا سَمَّاهُ فِي أَهْلِي، وَمَا لِي مَعَ لِقَاءِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمَوَدَّةِ أَقُولُ: §«اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى دِينِي وَنَفْسِي، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى وَلَدِي وَأَهْلِي، بِسْمِ اللَّهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَعْطَانِي رَبِّي، بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ دَاءٌ، بِسْمِ اللَّهِ أَصْبَحْتُ، وَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا، قُلْ هُوَ اللَّه أَحَدٌ اللَّهُ.
إِلَى آخِرِهَا عَنْ يَمِينِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ شِمَالِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ فَوْقِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ تَحْتِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ»

نام کتاب : الثاني من الفوائد المنتقاة نویسنده : ابن السمّاك    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست