responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار مكة نویسنده : الفاكهي، أبو عبد الله    جلد : 3  صفحه : 301
2165 - فَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ فَقَالَ: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لَا تَفْتِنِّي، قَالَ: وَاللهِ لَا أَدَعُكَ، قَلَّدْتُمُوهَا فِي عُنُقِي قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلَا نَفْرِضُ لَكَ؟ قَالَ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي عَطَايَايَ مَا يَكْفِينِي دُونَهُ وَفَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ فَكَانَ عَطَاؤُهُ إِذَا خَرَجَ ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: أَقْرَضْتُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَصْهَارِهِ فَقَالُوا: إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَصْهَارِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، قَالَ: مَا اسْتَأْثَرْتُ عَلَيْهِمْ، وَمَا أَنَا بِمُلْتَمِسٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِطَلَبِ الْحُورِ الْعِينِ، لَوِ اطَّلَعَتْ مِنْهُمْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ -[339]- الْجَنَّةِ لَأَشْرَقَتْ لَهَا الْأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعُنُقِ الْأَوَّلِ، بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَدِفُّونَ كَمَا يَدِفُّ الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا لِلْحِسَابِ فَيَقُولُونَ: وَاللهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ، وَمَا تَرَكْنَا مِنْ شَيْءٍ فَيَقُولُ رَبُّهُمْ: صَدَقَ عِبَادِي، فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا " قَالَ ابْنُ سَابِطٍ: وَأَوْصَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: اخْشَ اللهَ فِي النَّاسِ، وَلَا تَخْشَ النَّاسَ فِي اللهِ، وَأَحِبَّ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَلِأَهْلِكَ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكَ، وَأَقِمْ وَجْهَكَ لِمَنِ اسْتَرْعَاكَ اللهُ مِنْ قَرِيبِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعِيدِهِمْ، وَالْزَمِ الْأَمْرَ ذَا الْحُجَّةِ يُعِنْكَ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَا وَلَّاكَ، وَلَا تَقْضِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، بِقَضَائَيْنِ اثْنَيْنِ فَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ قَوْلُكَ، وَيَنْزِعُ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يُخَالِفْ قَوْلُكَ فِعْلَكَ، فَإِنَّ شَرَّ الْقَوْلِ مَا خَالَفَ الْفِعْلَ، وَخُضِ الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ حَيْثُ عَلِمْتَهُ، وَلَا تَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا يَا سَعِيدُ؟ قَالَ: مَنْ قُطِعَ لِلَّهِ فِي عُنُقِهِ مِثْلُ مَا قُطِعَ فِي عُنُقِكَ، إِنَّمَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْمُرَ فَيُتَّبَعَ أَمْرُكَ، أَوْ يُتْرَكَ فَتَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ التَّمِيمِيِّ، حَلِيفِ الْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَكَانَتْ لِآلِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ

2166 - فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: تَزَوَّجَ رِئَابُ بْنُ حُذَيْفَةَ أُمَّ وَائِلِ بِنْتَ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ: وَائِلًا، وَمَعْمَرًا، وَحَبِيبًا، فَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُمْ، فَوَرِثَهَا بَنُوهَا رِبَاعَهَا وَمَوَالِيهَا، فَخَرَجَ بِهِمْ عَمْرٌو إِلَى الشَّامِ، فَمَاتُوا فِي طَاعُونِ عَمْوَاسَ، فَوَرِثَهُمْ عَمْرٌو، وَكَانَ عَصَبَتَهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ جَاءَ بَنُو مَعْمَرٍ، وَبَنُو حَبِيبٍ يُخَاصِمُونَهُ فِي وَلَاءِ مَوَالِيهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمْ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ فَهُوَ لِلْعَصَبَةِ، مَنْ كَانَ " فَقَضَى لَنَا بِهِ وَكَتَبَ لَنَا بِهِ كِتَابًا، فِيهِ شَهَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَرَجُلٍ آخَرَ، حَتَّى اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَاسْتَعْمَلَ الْحَجَّاجَ، وَبَلَغَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ الْقَضَاءَ قَدْ غُيِّرَ، فَتُوُفِّيَ مَوْلًى لَنَا، وَتَرَكَ أَلْفَيْ دِينَارٍ، قَالَ: فَخَاصَمُونَا إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، فَرَفَعَنَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَتَيْتُهُ بِكِتَابِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنْ كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ هَذَا مِنَ الْقَضَاءِ الَّذِي لَا يُشَكُّ فِيهِ، وَمَا أَرَى أَنْ بَلَغَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَشُكُّوا فِي هَذَا الْقَضَاءِ فَقَضَى لَنَا بِهِ، فَنَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي هِيَ سِجْنُ مَكَّةَ الْيَوْمَ، وَكَانَتْ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَابْتَاعَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْهُ، وَجَعَلَهَا سِجْنَ مَكَّةَ، فَهِيَ إِلَى الْيَوْمِ السِّجْنُ -[341]- وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّهُ سِجْنُ عَارِمٍ وَإِنَّمَا سُمِّيَ فِيمَا يَقُولُونَ سِجْنَ عَارِمٍ، أَنَّ عَارِمًا، وَاسْمُهُ زَيْدٌ، وَلَقَبُهُ عَارِمٌ، كَانَ غُلَامًا لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ غَلَبَ مُصْعَبًا وَجَعَلَهُ عَلَى حَرَسِهِ، فَلَمَّا وَجَّهَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ، خَرَجَ عَارِمٌ مَعَ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا هُزِمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابُهُ، أَخَذَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَارِمًا، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَجَعَلَهُ فِي سِجْنِ مَكَّةَ، وَطَلَا ابْنُ الزُّبَيْرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَأَقَامَهُ قَائِمًا، ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ ذِرَاعًا فِي ذِرَاعٍ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ الْبِنَاءَ، فَمَاتَ عَارِمٌ فِيهِ، فَسُمِّيَ سِجْنَ عَارِمٍ وَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ قَبْرَ عَارِمٍ فِي ذَلِكَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حُفِرَ لَهُ فِي السِّجْنِ، وَكَانَ عَارِمٌ هَذَا مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ، فِيمَا ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، وَيُقَالُ: بَلْ سِجْنُ عَارِمٍ فِي دُبُرِ دَارِ النَّدْوَةِ، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ سِجْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي خِلَافَتِهِ بِمَكَّةَ

نام کتاب : أخبار مكة نویسنده : الفاكهي، أبو عبد الله    جلد : 3  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست