responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار مكة نویسنده : الفاكهي، أبو عبد الله    جلد : 2  صفحه : 72
§ذِكْرُ عُيُونِ زَمْزَمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَانَ ذَرْعُ غَوْرِ زَمْزَمَ مِنْ أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلِهَا سِتِّينَ ذِرَاعًا، وَفِي قَعْرِهَا ثَلَاثُ عُيُونٍ: عَيْنٌ حِذَاءَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَيْنٌ حِذَاءَ أَبِي قُبَيْسٍ وَالصَّفَا، وَعَيْنٌ حِذَاءَ الْمَرْوَةِ، وَكَانَ مَاؤُهَا قَدْ قَلَّ جِدًّا حَتَّى كَانَتْ تُجَمُّ فِي الْأَيَّامِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَضَرَبَ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ خَلِيفَةُ عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ الرُّخَجِيِّ عَلَى بَرِيدِ مَكَّةَ وَصَوَافِيهَا تِسْعَ أَذْرُعٍ سَحًّا فِي الْأَرْضِ فِي تَقْوِيرِ جَوَانِبِهَا، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ اللهُ تَعَالَى بِالْأَمْطَارِ وَالسُّيُولِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَكَثُرَ مَاؤُهَا وَقَدْ كَانَ سَالِمُ بْنُ الْجَرَّاحِ، فِيمَا ذَكَرَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ، قَدْ ضَرَبَ فِيهَا فِي -[75]- خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، وَمِنْ قَبْلُ كَانَ قَدْ ضُرِبَ فِيهَا فِي خِلَافَةِ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ مَاهَانَ عَلَى الْبَرِيدِ فِي خِلَافَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، وَمِنْ قَبْلُ كَانَ قَدْ ضُرِبَ فِيهَا، وَكَانَ مَاؤُهَا قَدْ قَلَّ حَتَّى قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ فِيمَا زَعَمُوا كَانَ يَعْمَلُ فِيهَا: إِنَّهُ صَلَّى فِي قَعْرِهَا فَغَوْرُهَا مِنْ رَأْسِهَا إِلَى الْجَبَلِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، كُلُّ ذَلِكَ بُنْيَانٌ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ جَبَلٌ مَنْقُورٌ، وَهُوَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَذَرْعُ حَنَكِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ فَمِ زَمْزَمَ أَحَدَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَسَعَةُ فَمِ زَمْزَمَ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ وَثُلُثَا ذِرَاعٍ، وَعَلَى الْبِئْرِ مِلْبَنٌ سَاجٌ مُرَبَّعٌ، فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ بَكْرَةً يُسْتَقَى عَلَيْهَا، مِنْهَا بَكْرَةٌ كَانَ بَعَثَ بِهَا الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدٍ إِلَيْهَا، فَكَانَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ نُزِعَتْ، وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الرُّخَامَ عَلَى زَمْزَمَ وَالشِّبَاكَ وَفَرَشَ أَرْضَهَا بِالرُّخَامِ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي خِلَافَتِهِ، ثُمَّ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ فِي خِلَافَةِ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَتْ مَكْشُوفَةً قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا قُبَّةً صَغِيرَةً عَلَى مَوْضِعِ الْبِئْرِ، وَفِي رُكْنِهَا الَّذِي يَلِي الصَّفَا عَلَى يَسَارِكَ كَنِيسَةٌ عَلَى مَوْضِعِ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ غَيَّرَهَا عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ، فَسَقَفَ زَمْزَمَ كُلَّهَا بِالسَّاجِ الْمُذَهَّبِ مِنْ دَاخِلٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهَا مِنْ ظَهْرِهَا الْفُسَيْفِسَاءِ، وَأَشْرَعَ لَهُ جَنَاحًا صَغِيرًا كَمَا يَدُورُ، وَجَعَلَ فِي الْجَنَاحِ كَمَا يَدُورُ سَلَاسِلَ، فِيهَا قَنَادِيلُ يُسْتَصْبَحُ فِيهَا فِي الْمَوْسِمِ، -[76]- وَجَعَلَ عَلَى الْقُبَّةِ الَّتِي بَيْنَ زَمْزَمَ وَبَيْتِ الشَّرَابِ الْفُسَيْفِسَاءَ، وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ، عَمِلَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَمْ يَزَلِ الْأُمَرَاءُ بَعْدَ ذَلِكَ تُسْرِجُ فِي قَنَادِيلَ زَمْزَمَ فِي الْمَوَاسِمِ، حَتَّى كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزَّيْنَبِيُّ فَأَسْرَجَ فِيهَا مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ بِقَنَادِيلَ بِيضٍ كِبَارٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَالِي مَكَّةَ، فَامْتُثِلَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ، وَجَرَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَعَلَى زَمْزَمَ كِتَابٌ كُتِبَ فِي صَفَائِحِ سَاجٍ مُذَهَّبٍ كَمَا يَدُورُ فِي تَرْبِيعِهَا، وَكُتِبَ فِي الصَّفَائِحِ الَّتِي تَلِي بَابَ الْكَعْبَةِ وَالرُّكْنَ كِتَابًا بِمَاءِ الذَّهَبِ، وَجُعِلَ الْكِتَابُ بِاسْمِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ، ثُمَّ جُعِلَ بَعْدُ بِاسْمِ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللهِ، ثُمَّ جُعِلَ الْيَوْمَ بِاسْمِ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللهِ، وَهُوَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَرَ خَلِيفَةُ اللهِ جَعْفَرٌ الْإِمَامُ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَيَّدَهُ اللهُ، أَنْ يَأْمُرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَامِلَهُ عَلَى مَكَّةَ وَمَخَالِيفِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهَا بِعَمَلِ مَأْثَرَةٍ أَيَّدَهُ اللهُ، وَمَآثِرًا بِآيَةِ زَمْزَمَ هَزْمَةِ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسِقَايَةِ خَلِيلِهِ وَنَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَذَبِيحِهِ إِسْمَاعِيلَ صَلَّى الله عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، وَمَأْثَرَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقِيَّةِ آبَائِهِ، وَوَارِثِهِ دُونَ جَمِيعِ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، وَأَبِي الْخُلَفَاءِ، فَأَطَالَ اللهُ بَقَاءَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ 000 مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ رَسُولِهِ، فَأَجْزَلَ اللهُ أَجْرَهُمَا وَمَثُوبَتَهُمَا، وَأَدَامَ عِمَارَةَ الْإِسْلَامِ وَمَآثِرَهُ بِهِمَا، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -[77]- وَمَكْتُوبٌ عَلَى الْوَجْهِ الْآخَرِ الَّذِي يَلِي الْقُبَّةَ وَبَيْتَ الشَّرَابِ، وَمِنْهُ مَدْخَلُ زَمْزَمَ، مَنْقُوشٌ فِي صَفَائِحَ مِنْ خَشَبِ السَّاجِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46] ، تَحِيَّتُكُمْ فِيهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَهُ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، آخِرُ دَعْوَاكُمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَيَنْوِي كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ لَمَّا يَشْرَبُ مِنْهَا الطُّهُورَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَالصِّحَّةَ مِنْ أَسْقَامِهِ، وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ حَوَائِجِهِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: " طَعَامٌ مِنْ طُعْمٍ، وَشِفَاءٌ مِنْ سُقْمٍ، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ مَا شُرِبَ بِهِ، وَأَجْزَلَ اللهُ أَجْرَ خَلِيفَتِهِ وَأَمِينِهِ عَلَى أَرْضِهِ وَعِبَادِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ، عَلَى مَا يَقُومُ بِهِ وَيَتَفَقَّدُهُ وَيَحُوطُهُ، وَيُقَدِّمُ الْعِنَايَةَ بِهِ فِيمَا اسْتَحْفَظَهُ عَلَيْهِ، وَأَعَزَّ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ وَشَرَائِعَهُ وَمَنَاسِكَهُ وَمَآثِرَهُ بِطُولِ بَقَائِهِ، وَحُسْنِ الدِّفَاعِ عَنْهُ، إِنَّهُ سُمَيْعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ وَكُتِبَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ: وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ

§ذِكْرُ صِفَةِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمْزَمُ وَحُجْرُتُهَا وَحَوْضُهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيَّرَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ وَذَلِكَ مِمَّا عَمِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ وَذَرْعُ وَجْهِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّذِي فِيهِ بَابُهَا، وَهُوَ مِمَّا يَلِي الْمَسْعَى، اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْكَعْبَةَ تِسْعَةُ أَذْرُعٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ وَالصَّفَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَلَاثُ أَصَابِعَ، وَذَرْعُ -[78]- طُولِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مِنْ خَارِجٍ فِي السَّمَاءِ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، مِنْ ذَلِكَ الْحِجَارَةِ ذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا عَلَيْهَا الرُّخَامُ، وَالسَّاجُ ذِرَاعَانِ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَيَدُورُ فِي وَسَطِ الْجِدَارِ فِيمَا مَضَى حَوْضٌ فِي جَوَانِبِ زَمْزَمَ كُلِّهَا، طُولُ الْحَوْضِ فِي السَّمَاءِ تِسْعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَطُولُ الْجَدْرِ مِنْ دَاخِلٍ ذِرَاعَانِ، وَالْجَدْرُ دَاخِلُهُ وَخَارِجُهُ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ وَجُدْرَانُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا، وَعَرْضُ الْجَدْرِ ذِرَاعٌ وَأَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَعَلَى الْجَدْرِ حُجْرَةُ سَاجٍ، مِنْ ذَلِكَ سَقْفٌ عَلَى الْحَوْضِ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ عِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَتَحْتَ السَّقْفِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ طَاقًا، كَانَتْ فِيمَا مَضَى يُؤْخَذُ مِنْهَا الْمَاءُ مِنَ الْحَوْضِ وَيُتَوَضَّأُ مِنْهَا، طُولُ كُلِّ طَاقٍ عِشْرُونَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، مِنْهَا فِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْمَقَامَ اثْنَتَا عَشْرَةَ، وَفِي الْوَجْهِ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ اثْنَا عَشَرَ طَاقًا، وَحُجْرَةُ السَّاجِ مُشَبَّكَةٌ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ بِاللهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ الرُّخَجِيِّ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَكَانَ مِمَّا عَمِلَ قُبَّةُ زَمْزَمَ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ، وَعَمِلَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْعَمَلَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، وَذَرْعُ سَعَةِ بَابِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُ الْبَابِ ذِرَاعَانِ، وَهُوَ سَاجٌ مُشَبَّكٌ، وَبَطْنُ حُجْرَةِ زَمْزَمَ مَفْرُوشٌ بِرُخَامٍ حَوْلَ الْبِئْرِ، وَمِنْ حَدِّ الْبِئْرِ إِلَى عَتَبَةِ بَابِ الْحُجْرَةِ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ رَأْسِ الْبِئْرِ مِنْ خَارِجٍ خَمْسَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَتَدْوِيرُهَا مِنْ دَاخِلٍ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَلَى الْحُجْرَةِ أَرْبَعُ أَسَاطِينَ سَاجٍ عَلَيْهَا مِلْبَنٌ سَاجٌ مُرَبَّعٌ، فِيهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ بَكْرَةً يُسْقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ، وَقَدْ كَانَ فِي حَدِّ مُؤَخَّرِ زَمْزَمَ الَّذِي يَلِي الْوَادِيَ كَنِيسَةُ سَاجٍ، يَكُونُ فِيهَا قَيِّمُ زَمْزَمَ، يُقَالُ إِنَّهَا مَجْلِسُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَفَوْقَ الْمِلْبَنِ قُبَّةُ سَاجٍ، عَلَيْهَا قُبَّةٌ خَارِجُهَا أَخْضَرُ ثُمَّ غُيِّرَتْ بِفُسَيْفِسَاءَ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ، وَكَانَ فِي حَدِّ حُجْرَةِ زَمْزَمَ أُسْطُوَانَةُ سَاجٍ مُسْتَقْبِلَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ -[79]- الْأَسْوَدُ، فَوْقَهَا قُبَّةٌ مِنْ شَبَهٍ، يُسْرَجُ فِيهَا بِاللَّيْلِ لِأَهْلِ الطَّوَافِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مِصْبَاحُ زَمْزَمَ، ثُمَّ نَحَّاهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ عَنْ زَمْزَمَ حِينَ غُيِّرَتْ وَبُنِيَتْ بِنَاءَهَا هَذَا الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْآنَ، فَلَمَّا بَعَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاثِقُ بِاللهِ بِعُمُدِ مَصَابِيحِ الشَّبَهِ، وَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ عَمُودًا مِنْ شَبَهٍ، رُمِيَ بِذَلِكَ الْعَمُودِ الَّذِي كَانَ يُسْرَجُ عَلَيْهِ، وَأُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ

§ذِكْرُ صِفَةِ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وذَرْعِهَا وَذَرْعُ مَا بَيْنَ حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِلَى وَسَطِ جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي قُدَّامُ السِّقَايَةِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَذَرْعُ سَعَةِ الْحَوْضِ مِنْ وَسَطِهِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعُ أَصَابِعَ فِي مِثْلِهِ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَذَرْعُ تَدْوِيرِهِ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، وَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرُّخَامِ، وَجُدُرُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا، حَتَّى غَيَّرَهُ فِيمَا ذَكَرُوا عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَجِيُّ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَصِمُ فَكَلَّفَهُ عِمَارَتَهَا وَعَمَلَهَا، بِفُسَيْفِسَاءَ، فَثَقُلَتْ وَرَقَّتْ أَسَاطِينُهَا، فَقَلَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ أَسَاطِينَهَا، وَأَمَرَ بِهَا فَدُعِّمَتْ مِنْ فَوْقِهَا، وَجَعَلَ لَهَا أَسَاطِينَ أَجَلَّ مِنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، وَجَعَلَ الْأَسَاطِينَ الْخَشَبَ فِي مَهَارِيسَ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، فَدَفَنَهَا فِي الْأَرْضِ حَتَّى لَا يَأْكُلَ الْمَاءُ الْخَشَبَ إِذَا دُفِنَ فِي الْأَرْضِ، وَسَكَبَ بَيْنَ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ الرَّصَاصَ، وَجَعَلَ جِدَارَهُ بِحَجَرٍ مَفْخَرِيٍّ، وَفَرَشَ أَرْضَهُ بِالرُّخَامِ وَذَرْعُ طُولِ جَدْرِهِ مِنْ دَاخِلٍ فِي السَّمَاءِ عَشْرُ أَصَابِعَ، وَعَرْضُهُ -[80]- ثَمَانِي أَصَابِعَ، وَفِي وَسَطِهِ رُخَامَةٌ مَنْقُوشَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ فِي فَوَّارَةٍ تَخْرُجُ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِذَا دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ عَلَى يَمِينِكَ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي قَنَاةِ رَصَاصٍ حَتَّى يَخْرُجَ فِي وَسَطِ الْحَوْضِ مِنْ هَذِهِ الْفَوَّارَةِ، وَهُوَ الْحَوْضُ الَّذِي كَانَ يُسْقَى فِيهِ النَّبِيذُ فِيمَا مَضَى، وَكَانَ فِي جَدْرِ هَذَا الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ حَجَرٌ بِحِيَالِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فِيهِ قَنَاةٌ مِنْ رَصَاصٍ إِلَى الْحَوْضِ الدَّاخِلِ فِي السِّقَايَةِ، وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ يُصَبُّ فِيهِ النَّبِيذُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ، وَبَيْنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ إِلَى هَذَا الْحَوْضِ الْكَبِيرِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَحَوْلَ هَذَا الْحَوْضِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةَ سَاجٍ، طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وَمَا بَيْنَ جَدْرِ الْأَسَاطِينِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَفَوْقَ الْأَسَاطِينِ حُجْرَةُ سَاجٍ، طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ، وَعَلَى الْحُجْرَةِ قُبَّةُ سَاجٍ، خَارِجُهَا أَخْضَرُ، وَدَاخِلُهَا مُصَفَّرٌ، وَطُولُ الْقُبَّةِ مِنْ وَسَطِهَا مِنْ دَاخِلٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ فِيمَا زَعَمُوا عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، عَمِلَهَا أَبُو بَحْرٍ الْمَجُوسِيُّ النَّجَّارُ الَّذِي كَانَ جَاءَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْعِرَاقِ فَعَمِلَ أَبْوَابَ دَارِهِ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ، يُقَالُ لَهَا دَارُ مَخْرَمَةَ، وَعَمِلَ سُقُوفَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ تُعَمَّرُ وَتُجَدَّدُ وَتُزَوَّقُ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَبَيْنَ الْحَوْضَيْنِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَمِنَ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ، -[81]- وَسَعَةُ الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ وَسَطِهِ بَيْنَ يَدَيْ بَيْتِ الشَّرَابِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا، وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ أُصْبُعًا، وَعَرْضُ جَدْرِهِ ثَمَانِي أَصَابِعَ، وَتَدْوِيرٌ حَوْلَ الْحَوْضِ خَمْسُونَ حَجَرًا، كُلُّ حَجَرٍ طُولُهُ جَدْرُ الْحَوْضِ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ مَفْرُوشٌ بِحِجَارَةٍ، ثُمَّ فُرِشَ بَعْدَ ذَلِكَ بِرُخَامٍ وَفِي وَسَطِ الْحَوْضِ حَجَرٌ مَثْقُوبٌ، يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ زَمْزَمَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ عَلَى يَسَارِكَ إِذَا دَخَلْتَ، وَبَيْنَهُمَا خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَثَمَانِي أَصَابِعَ يُصَبُّ فِيهِ الْمَاءُ أَيَّامَ الْحَجِّ لِلْوُضُوءِ، وَيُصَبُّ النَّبِيذُ مِنَ السِّقَايَةِ فِي الْحَوْضِ الَّذِي تَحْتَ الْقُبَّةِ، فَكَانَ ذَلِكَ قَدِيمًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ صَارَ الْوَضُوءُ يَكُونُ فِي حَوْضِ الْقُبَّةِ، وَعَلَيْهِ شِبَاكُ خَشَبٍ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ مِنْ كُوًى فِي الشِّبَاكِ، وَجَعَلَ فِي الْحَوْضِ الْآخَرِ سَرَبًا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَيَصِيرُ مَاؤُهُ فِي السَّرَبِ الَّذِي يَذْهَبُ مَاءُ وَضُوءِ زَمْزَمَ فِيهِ إِلَى الْوَادِي فَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ عَلَى مَا وَصَفْنَا حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فَقَدِمَ بِشْرٌ الْخَادِمُ فِيهَا مَكَّةَ، بَعَثَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى اللهِ إِلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَسَاجِدِ وَالْآثَارِ، فَأَخَذَ فِي عَمَلِ الْمَسْجِدِ، فَأَصْلَحَهُ وَرَمَّهُ، وَطَرَحَ فِيهِ الْحَصْبَاءَ، وَعَمِلَ أَسْرَابَهُ وَسَوَّاهُ، وَجَدَّدَ كِتَابَهُ الَّذِي فِي جَوَانِبِهِ، وَأَخَذَ فِي عَمَلِ زَمْزَمَ، فَعَمِلَهَا بِالْفُسَيْفِسَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُعَمَّرُ بِهِ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ بِبَيْتِ الشَّرَابِ، هَدَمَ مَا خَرِبَ مِنْهُ، وَرَدَّ عَلَيْهِ الْفُسَيْفِسَاءَ، وَزَوَّقَ مَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ التَّزْوِيقُ، وَأَصْلَحَ الْقُبَّةَ الَّتِي يُقَالُ إِنَّهَا مَجْلِسُ -[82]- ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَقَدْ كَانَتْ وَهَتْ وَخُرِّبَتْ فَشَدَّهَا وَضَبَّبَهَا بِضِبَابِ السَّاجِ، وَخَالَفَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَذَلِكَ عَلَى عَمَلٍ يُقَالُ لَهُ الْمُضَلَّعُ، فَلَمَّا أَوْثَقَهَا بِالْمَسَامِيرِ طَلَاهَا بِالنُّورَةِ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ، وَكَتَبَ فِي وَسَطِهَا كَمَا يَدُورُ كِتَابًا غَيَّرَهُ أَبُو غَانِمٍ، ثُمَّ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَتَبَ مَكَانَهُ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ أَبْرَزَ عَنْ سَرَبٍ رَصَاصٍ، كَانَ خَالِدُ الْقَسْرِيُّ قَدْ عَمِلَهُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، يَصُبُّ فِي حَوْضٍ كَانَ عَمِلَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ، فَلَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ أَبْطَلَ ذَلِكَ الْحَوْضَ، فَصَرَفَ بِشْرٌ ذَلِكَ السَّرَبَ إِلَى هَذِهِ الْقُبَّةِ، وَجَعَلَ فِسْقِيَّةً، وَهِيَ الْبِرْكَةُ الصَّغِيرَةُ، وَجَعَلَ فِي وَسَطِهَا فَوَّارَةً يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ مِمَّا يَصِيرُ إِلَيْهَا مِنْ زَمْزَمَ، وَهِيَ الْقُبَّةُ الَّتِي وَصَفْنَا أَمْرَهَا، وَإِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ مِنْهَا فِي الْمَوْسِمِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ، فَأَبْرَزَ عَنْ هَذَا السَّرَبِ الرَّصَاصَ، وَسَوَّاهُ بِالشَّبَهِ وَالنَّوْرَةِ، وَرَدَّهُ عَلَى أَحْكَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الْعَمَلِ، وَصَارَتْ هَذِهِ الْبِرْكَةُ فِي وَسَطِ الْقُبَّةِ يَخْرُجُ إِلَيْهَا الْمَاءُ مِنَ الْفَوَّارَةِ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، ثُمَّ يَأْخُذُ غِلْمَانُ زَمْزَمَ الْمَاءَ مِنْهَا فَيَصُبُّونَهُ فِي جِرَارٍ، قَدْ جُعِلَتْ فِي جَوْفِ الْقُبَّةِ حَوَالَيْ هَذِهِ الْبِرْكَةِ، فَيُبَرَّدُ الْمَاءُ فِي هَذِهِ الْجِرَارِ، ثُمَّ يُسْقَى النَّاسُ مِنْهَا غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فِي الْكِيزَانِ، وَيَأْخُذُ غِلْمَانُ زَمْزَمَ دِلَاءً مِنْ أَدَمٍ فَيَمْلَئُوهَا مِنْ هَذَا الْمَاءِ الْمُبَرَّدِ، ثُمَّ يَطُوفُونَ بِهَا عَلَى الْخَلْقِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَيَشْرَبُ النَّاسُ مِنْهَا، وَجَعَلَ عَلَى هَذِهِ الْقُبَّةِ دَرَابْزِينَ سَاجٍ كَمَا يَدُورُ، وَضَبَّبَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ بِالْحَدِيدِ، وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ يَمَانِيًّا يُدْخَلُ مِنْهُ، وَشَامِيًّا يُخْرَجُ مِنْهُ، وَجَدَّدَ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ أُمِّ جَعْفَرٍ وَدَارِ الْعَجَلَةِ، وَبَابِ بَنِي جُمَحٍ، وَطَلَاهُ بِالنُّورَةِ وَالْمَرْمَرِ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ بُويِعَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللهِ بِمَكَّةَ، وَفِيهَا جَاوَرَ الْمُوَفَّقَ بِاللهِ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ إِلَى قَرِيبِ الْمَوْسِمِ، ثُمَّ خَرَجَ قَبْلَ الْمَوْسِمِ بِيَسِيرٍ

نام کتاب : أخبار مكة نویسنده : الفاكهي، أبو عبد الله    جلد : 2  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست