responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 2  صفحه : 730
فهناك قواعد مشتركة وعقائد متماثلة تجمع بين هؤلاء وهؤلاء؛ حتى أطلق على هؤلاء المتأخرين: "معتزلة العصر الحديث"[1]، ولن نسميهم باعتزال؛ بل نسميهم بالصفة المشتركة بينهم، فليكونوا ولتكن مدرستهم المدرسة العقلية الحديثة، وقد اتجهت المتأخرة إلى الإصلاح الاجتماعي؛ فكان حقًّا لها أن يلصق بها هذا الوصف فتكون المدرسة العقلية الاجتماعية.
كيف لا والأستاذ الإمام محمد عبده يعد أصول الإسلام؛ فيعد الأول والثاني منها النظر العقلي وتقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض؛ حيث يقول: "الأصل الأول للإسلام النظر العقلي لتحصيل العلم، فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان الصحيح، فقد أقامك منه على سبيل الحجة وقاضاك إلى العقل، ومن قاضاك إلى حاكم فقد أذعن إلى سلطته، فكيف يمكنه بعد ذلك أن يجوز أو يثور عليه؟! "[2].
ولا شك أن وصف الإسلام بأنه "يذعن لسلطة العقل" تعبير مخالف للصواب ومخالف للحق؛ فالإسلام عقيدة أوسع من أن تذعن لوسيلة، والعقل وسيلة أضيق من أن تحيط بالعقيدة، تلكم صفات الله تعالى، ما حقيقتها؟! وهل يدرك العقل ذلك منها؟! إن زعم ذلك زاعم فقد كذب وافترى على العقل، وإن فوض أمرها فقد اعتقد ما لا يدرك العقل فأنَّى للعقيدة الصحيحة الصادقة أن تذعن لسلطة هي أضعف من إداركها!
ولنعجل بالأصل الثاني من أصول الإسلام عند الأستاذ الإمام قال: "الأصل الثاني للإسلام تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض"، إلى أن قال: "وبهذا الأصل الذي قام على الكتاب وصحيح السنة وعمل النبي صلى الله عليه وسلم مُهدت بين يدي العقل كل سبيل، وأُزيلت من سبيله جمع العقبات، واتسع له المجال إلى غير حد"[3].

[1] اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار: أنور الجندي ص132.
[2] الإسلام والنصرانية: محمد عبده ص72، 73.
[3] الإسلام والنصرانية: محمد عبده ص74، 75.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 2  صفحه : 730
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست