responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة نویسنده : عماد بن زهير حافظ    جلد : 1  صفحه : 35
الفصل الثالث: حمد الله ذاته الكريمة عند هلاك الظالمين في آية سورة الأنعام
المبحث الأول: في وجه صلة آية الحمد بما قبلها
...
الفصل الثالث:
حمد الله ذاته الكريمة عند هلاك الظالمين في آية سورة الأنعام
قال الله تعالى {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين} (1)
المبحث الأول: في وجه صلة آية الحمد بما قبلها
تأتي هذه الآية الكريمة في ختام آيات أخبر الله فيها عن أمم من خلقه ـ ممن كفر به وأشرك في عبادته وعصاه ـ بما ابتلاهم به من حال الضرّاء وحال السرّاء لعلهم يرجعون عن كفرهم وشركهم؛ ولكنهم ازدادوا بعداً وقست قلوبهم ونسوا ما ذُكِّروا به وجحدوا نعمة الله بعد أن جاءتهم فأخذهم الله بغتة وأهلكهم بسبب عنادهم وإصرارهم على كفرهم به. وتلكم الآيات هي قوله تعالى {ولقد أرسلنا إلى أمم ممن قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرّعون. فلولا إذ جاءهم بأسنا تصرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون.فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أؤتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} [2] . فكانت من بعد هذه الآية، وصُدِّرت بحرف العطف (الفاء) لعطفها على ما قبلها إذ قال تعالى (فقطع دابر القوم الذين ظلموا) ،
والعطف على جملة (أخذناهم بغتة) أي فأخذناهم أخذ الاستئصال فلم يبق منهم أحد أبداً [3] .

(1) سورة الأنعام: الآية (45) .
[2] سورة الأنعام: الآيات (42-44) . ومعنى (مبلسون) أي: آيسون من كلّ خير (تفسير ابن كثير: ج2 ص 132) .
[3] انظر: محاسن التأويل للقاسمي ج6 ص520؛ التحرير والتنوير ج7 ص 231.والدابر اسم فاعل من دَبَره إذا مشى وراءه، والمصدر الدبُور، ودابر الناس آخرهم، وهو مشتق من الدُبُر وهو الوراء. وقطع الدابر كناية عن استئصال الجميع لأن ذهاب آخر الشيء يستلزم ذهاب ما قبله. وقال الأصمعي: الدابر الأصل، ومنه قطع الله دابره أي أصله. (انظر: التفسير الكبير للفخر الرازي ج12 ص226؛ محاسن التأويل ج6 ص520؛ التحرير والتنوير ج7 ص231) .
نام کتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة نویسنده : عماد بن زهير حافظ    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست