responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 142
نصرة مذهب إمامه، ولو بالتعسف، مطرح لقول الله ورسوله، مؤثر لما وجد عليه سلفه ولا ينكر هذا إلا مغمور في الغفلة والجهل، أو معاند لا يطلب منه المحاكمة إلا بين يدي الله سبحانه، ولو هاب كتاب الله، أو حظي بلمعة من الإيمان الصادق، أو شمة من الإخلاص، أو مذقة من الخوف، لعرف وأنصف.
أخرج أهل السنن والمسانيد والمعاجم عن عدي بن حاتم قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]
فقال: "أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا شيئا أحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه» [1] . وظاهر هذا أنه ليس سواء إحسان الظن بهم، والاطمئنان إليهم، والاستغناء بكلامهم عن كلام الله وكلام رسله. وقالوا: هم أخص منا وأرسخ به. وتعصب كل لمتبوعه، وصاروا فرقا متفرقة، وأحزابًا

[1] قال في "الدر المنثور" (4 / 174) : رواه ابن سعد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم (ج 4 / ص42 مصورة الجامعة الإسلامية) والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه (10 / 116) .
قلت: ورواه أيضا ابن جرير الطبري (16631 - 16633) عن غضيف بن أعْين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم به. والترمذي رواه (5093) عن غضيف بن الحارث أيضا ولم أرى تحسينه في الطبعة السلفية ولا في طبعة أحمد شاكر. بل قال بعد ذكره للحديث: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب وغضيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث ".
وقال ابن حجر في "التقريب": غطيف بن أعين الشيباني الجزري ويقال بالضاد المعجمة ضعيف.
وللحديث شاهد موقوف كما في الدر (4 / 174) رواه عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم (ج4 / ق42 مصورة بالجامعة) وأبو الشيخ والبيهقي في سننه (10 / 116) عن أبي البختري رضي الله عنه قال سأل رجل حذيفة رضي الله عنه فقال: أرأيت قوله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ الله. . أكانوا يعبدونهم؟ قال: لا ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه" ورواه أيضًا الطبري (16634) .
قلت: لكن أبو البخْتري واسمه "سعيد بن فيروز" قد أرسل عن عمر وعلي وحذيفة وسلمان وابن مسعود كما في "التهذيب" (4 / 72) وفي "التقريب". "ثقة ثبت فيه تشيع قليل كثير الإرسال". والحديث حسنه الشيخ الألباني في "المصطلحات الأربعة في القرآن " كما في تخريج "الحلال والحرام " (6) ولكنني لم أجد الطبعة المحال إليها والتي رأيتها من "المصطلحات " ليس فيها تخريج الحديث.
ثم رأيت في "بدعة التعصب المذهبي " (ص 148) نقلًا عن تخريج "المصطلحات " (ص 18- 20) : "أنه يرتفع إلى مرتبة الحسن لأمرين: الأول: أن الترمذي قد حسنه مع تضعيفه إسناده وهذا إشارة إلى أن له طريقا أخرى يتقوى بها. والثاني: أن ممن أخرج الحديث ابن أبي حاتم في تفسيره وهو يتحرى فيه أصح الأخبار بأصح الأسانيد فيرجح أنه رواه بإسناد جيد". ثم ذكر أن له شاهدا موقوفا عن حذيفة نحوه وقال: "وهو وإن كان موقوفا، فإن له حكم المرفوع". وكأنه لذلك جزم ابن تيمية في الاقتضاء (ص 9) وهو من هو في التثبت والتحقيق- بنسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتهى.
قال عاصم: أما تحسين الترمذي للحديث فسبق أني لم أقف عليه. وأما إسناد ابن أبي حاتم ففيه غضيف بن الحارث أيضًا وهو ضعيف كما سبق بيانه، ولعل المرفوع الضعيف ينجبر بالأثر وإن كان ضعيفًا لأنه يمكن أن يقال إن هذا لا يقال بالرأي فيُصار إلى تحسين الحديث والله أعلم.
نام کتاب : قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست