responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 226
[إنكارهم الحق الذي لا تقول به طائفتهم]
إنكارهم الحق الذي لا تقول به طائفتهم (الثامنة عشرة) : من خصال الجاهِليةِ: أنَّهم لا يَقْبَلونَ مِنَ الحَقِّ إِلا ما تَقولُ بِهِ طائِفَتهمْ. قَالَ تعالى [البقرة: 91] ، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91]
وَمَعْنى {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} [البقرة: 91] أيْ: نَسْتَمرُّ عَلى الإِيمانِ بالتَّوراةِ ومما في حُكْمها، ومرادهم مما أُنزِلَ في تقريرِ حُكْمِها، ومرادُهم بضميرِ المُتكَلِّمِ إمَّا أنبياءُ بَني إسرائيلَ- وهو الظَّاهرُ، وفيه إيماء إلى أنَّ عدمَ إيمانِهم بالقرآنِ كانَ بغيًا وحَسَدًا على نُزولِهِ على مَن لَيْسَ مِنهم، وإمَّا أنفُسُهُم، ومعنى الإِنزالِ عليهم: تكليفُهُم بِما في المُنَزَّلِ مِن الأحكامِ.
وَذُمُّوا على هذِهِ المقالةِ لِما فيها مِن التَعريضِ بشأنِ القرآنِ، ودَسائسُ اليهود مشهورة، أو لأنهم تَأوَّلوا الأمرَ المُطْلَقَ العامَّ، ونزلوه على خاصٍّ هو الإِيمانُ بِما أُنْزِل عَليهم، كَما هو دَيْدَنُهُم في تأويلِ الكِتابِ بغيرِ المرادِ مِنهُ. {وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ} [البقرة: 91] أيْ: هُمْ مقارنونَ لِحَقِيقتِهِ، أيْ: عالِمونَ بها {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة: 91] لأنَّ كُتُبَ الله يُصدِّقُ بعضُها بَعضًا، فالتَّصديقُ لازِم لا يَنْتَقِلُ، وقد قَرَّرَتْ مَضمونَ الخَبَرِ، لأنَّها كالاسْتدلالِ عليه، ولِهذا تَضَمَّنت رَدَّ قولهِم: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} [البقرة: 91] حَيثُ أنَّ مَن لمْ يُصَدِّقْ بها بِما وافَقَ التّوَراةَ، لم يصَدقْ بِهِا.
{قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91] أمْرٌ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ يقولَ ذلكَ تَبْكيتًا لهم، حيث قَتَلوا الأنبياءَ مَعَ ادِّعاءِ الإِيمانِ بالتَّوراةِ، وهِي لا تُسَوّغُه.

[التمسك بخرافات السحر]
التمسك بخرافات السحر (التاسعة عشرة) من خِصالهم: الاعتياض عن كِتابِ اللهِ تَعالى بكتُبِ السِّحرِ، كَما قال تَعالى في سورةِ "البقرةِ" [101 - 102] : {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ - وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101 - 102]

نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست