responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية المرام في علم الكلام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 215
للْعَبد فَيجب أَن يكون مَقْدُورًا للرب إِذْ الْفِعْل فِي نَفسه مُمكن وَالْمَانِع من كَونه قَادِرًا بعد إقدار العَبْد إِنَّمَا هُوَ اسْتِحَالَة اجْتِمَاع مَقْدُور بَين قَادِرين وَهَذَا الْمَانِع غير مَوْجُود قبل إقدار العَبْد وَإِذا كَانَ مَقْدُورًا للرب قبل إقدار العَبْد فَبعد إقداره يَسْتَحِيل أَن يخرج مَا كَانَ مَقْدُورًا لَهُ عَن كَونه مَقْدُورًا فَإِنَّهُ لَو خرج عَن كَونه مَقْدُورًا للرب بِسَبَب تعلق الْقُدْرَة الْحَادِثَة بِهِ لم يكن بِأولى من امْتنَاع تعلق الْقُدْرَة الْحَادِثَة بِهِ واستبقاء تعلق الْقُدْرَة الْقَدِيمَة بِهِ بل بَقَاء مَا كَانَ على مَا كَانَ أولى من نَفْيه وَإِثْبَات مَا لم يكن وَإِذا ثَبت كَونه مَقْدُورًا للرب وَجب أَن يكون خالقه ومبدعه من حَيْثُ إِنَّه يَسْتَحِيل انْفِرَاد العَبْد بِخلق مَا هُوَ مَقْدُور لله تَعَالَى
وَاعْلَم أَن هَذَا المسلك من رَكِيك القَوْل إِذْ الْخصم قد يمْنَع كَونه مَقْدُورًا للرب قبل تعلق الْقُدْرَة الحادثه بِهِ وَكَون الْفِعْل فِي نَفسه مُمكنا مِمَّا لَا يُوجب تعلق الْقُدْرَة الْقَدِيمَة بِهِ أصلا وَلَا يعْتَرف بِأَن كل مُمكن فِي نَفسه مَقْدُور للرب وَمَا قدر من زَوَال الْمَانِع فمتهافت أَيْضا فَإِن الْخصم مهما لم يسلم إِمْكَان تعلق الْقُدْرَة الْقَدِيمَة بِالْفِعْلِ فَلَا يلْزم من عدم مَا يتخيل فِي الْجُمْلَة مَانع أَن يكون التَّعَلُّق فِي نَفسه ثَابتا ثمَّ وَلَو قدر كَونه مُمكنا فَلَا يلْزم التَّعَلُّق من انْتِفَاء الْمَانِع الْمعِين مهما لم يتَبَيَّن انْتِفَاء غَيره من الْمَوَانِع وَذَلِكَ مِمَّا لَا يتم إِلَّا بالبحث وَهُوَ بعيد عَن اليقينات كَيفَ وَإنَّهُ وَلَو قدر مَقْدُورًا للرب فَلَا يلْزم من حَيْثُ هُوَ مَقْدُور لَهُ أَن تكون نسبته إِلَيْهِ أولى من نسبته إِلَى العَبْد بِكَوْنِهِ مَقْدُورًا لَهُ فَإِن قيل إِنَّه يكون مخلوقا لَهما فَهُوَ خلاف الْمَذْهَب وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ محَال لما سلف
المسلك الثانى
لَو جَازَ تَأْثِير الْقُدْرَة الْحَادِثَة فِي الْفِعْل بالإيجاد والاختراع لجَاز تأثيرها فِي إِيجَاد كل مَوْجُود من حَيْثُ إِن الْوُجُود قَضِيَّة وَاحِدَة لَا يخْتَلف وَإِن اخْتلفت محاله وجهاته

نام کتاب : غاية المرام في علم الكلام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست